شتات الذكريات من السوق القديمة

ماذا يحدث عندما يفقد الإنسان الأماكن التي ارتبط بها؟ شخصياً، وفي أبو ظبي، فقدت كل الأماكن التي كان لها أثر في حياتي. ذهبت. جاء الجديد بعدها، وأشعر بأنني فقدت شيئاً لا أستطيع وصفه...المجمع الثقافي مات كمؤسسة ومكان، وإن كان المبنى ما زال موجوداً، وهذا يعطيني بعض الأمل بعودته إلى نشاطه السابق. بحر البطين تغير كليّاً ولم يعد له صلة بما كنت أعرفه، لم يعد عفوياً بسيطاً. كنت
2014-10-22

شارك

ماذا يحدث عندما يفقد الإنسان الأماكن التي ارتبط بها؟ شخصياً، وفي أبو ظبي، فقدت كل الأماكن التي كان لها أثر في حياتي. ذهبت. جاء الجديد بعدها، وأشعر بأنني فقدت شيئاً لا أستطيع وصفه...
المجمع الثقافي مات كمؤسسة ومكان، وإن كان المبنى ما زال موجوداً، وهذا يعطيني بعض الأمل بعودته إلى نشاطه السابق. بحر البطين تغير كليّاً ولم يعد له صلة بما كنت أعرفه، لم يعد عفوياً بسيطاً.
كنت أحياناً أهرب من المدرسة لأجلس على شاطئ هذا البحر وأراقب الصيادين وهم يبيعون أسماكهم، أو أتناول وجبة في مطعم هندي رخيص. أمّا السوق المركزية السابقة، فهُدمت منذ سنوات وظهرت مكانها مبان ليس لها صلة بماضي المكان.
السوق المركزية في أبو ظبي يقسمها شارع إلى نصفين، أحدهما يسميه الناس السوق القديمة، والآخر السوق الجديدة. كنت أحب القسم القديم منه أكثر من الجديد، لأنه يبدو لي رحباً وفاتحاً يديه للناس: كان هناك طريق عريض يقطع السوق في منتصفها من أولها إلى آخرها، رصيف واسع يسير فيه الناس من دون أي خوف من السيارات، وعلى جانبيه محلات مختلفة تقطعها أحياناً حدائق صغيرة وممرّات، وكثير من هذه الممرات لها سقف يحمي الناس من الشمس...

من مدونة «عبد الله المهيري» الإماراتية


وسوم: العدد 116