بعد فورة وسائل التواصل الاجتماعية وما أظهرته في وقت سريع من قدرة عالية على تأمين مساحة للتعبير حُرّة، خالية من أيّة عوائق، شهدنا نزوحاً من عالم التدوين. لم يعد المدوّن بحاجة لصفحة خاصة، تُوجِب على الراغب بقراءة محتواها التوجّه بشكل مخصوص إليها. بات يكفي، مثلاً، إنشاء حساب على فايسبوك لتأمين وصول فوريّ لرأي أو موقف أو أي معطى جديد الى الحيّز العام. كما تكفي أحياناً تغريدة على تويتر، مهما كان الاعتراض على صغر حجمها، لتحلّ مكان النيّة بكتابة تدوينة جديدة.
فريق عمل برنامج «ورشة الإعلام ـ L’atelier des medias التابع لإذاعة فرنسا الدولية RFI، بالإضافة الى قناة فرانس 24 وراديو مونت كارلو MCD، التقطوا اللحظة وأطلقوا مبادرتهم لإعادة جمع شمل المدونين العرب الشباب، فأوجدوا «مدونات عربية».
هدف المشروع الأساسي هو إنشاء منصة إلكترونية تشجع الشباب على التدوين، وتساهم في توسيع رقعة التدوين الإلكتروني في العالم العربي. وهذا ما سيسمح، برأيهم، للمدونين بالتعبير عن أفكارهم وإيصالها إلى صناع القرار والمجتمع الدولي وامتلاكها التأثير. لا يغيب أصل فكرة الثورات العربية عن المشروع: «الثورات التي عرفها العالم العربي في السنوات الأخيرة لم تفلح بعد بالتغلّب على الحواجز التي تقيّد حرية التعبير والرأي، فهذه الدول ما زالت تمرّ بفترة مخاض من أجل إرساء أسس الديموقراطية».
عبر هذه الجملة التعريفية، يعود بنا أصحاب الفكرة الى العلّة الراسخة: الغرب ومشاريعه ونشاطاته حاضرة لدعمنا من أجل العبور الى الديموقراطية والحرية. يعني منطق «نمسك بيدكم أيّها العرب. ونخلّصكم». وقد انطلقت فكرة المشروع في العام 2012، بعدما أنشأ فريق من المحررين منصة مدونات في ليبيا من أجل إشراك مدونين من هناك في عملية متابعة تطورات الأحداث والتعبير عن أفكارهم في ظلّ المرحلة الانتقالية.
كيفيّة الانضمام الى مجموعة مدوني «آراب بلوغ» والشروط والتواريخ وخلافه، كلّها موجودة في الموقع الخاصّ بالمشروع. في الصفحة الرئيسية، يدور السلايدر على مجموعة من المواضيع الأخيرة للمدونين الخاصين. وباقي الصفحة تتوزع بين الأكثر قراءة، وأسماء المدونين...
هذا لا يلغي أن يكون التبويب مخصصاً لجمع كل هذه التفاصيل، فنجد خانة «المدونون» التي تحوي أسماءهم وتعريفات بهم وصوراً لهم. أمّا خانة «عِدّة التدوين» فهي للإجابة على كلّ ما يخطر في البال من أسئلة مرتبطة بالتدوين: «كيف تضيف صورة بارزة لتدوينتك؟»، «كيفية إدراج صورة داخل نص التدوينة» و«كيف تستخدم شبكات التواصل الاجتماعية للترويج لمقالاتك»...
يضع موقع/مشروع «مدونات عربية» ميثاقاً خاصاً، يحوي مجموعة من الشروط لضمان جودة التدوينات والمصداقية والمثابرة على العمل.
أسئلة كثيرة تُطرح في محيط هذه المعطيات، خاصة أنّ عالم التدوين مفتوح بحريّة مطلقة، لا يحتاج إلى كثير من الرعاية والاهتمام. لكن هذه الخطوة قد يمكنها إعادة الحياة قليلاً إلى هذا العالم، خوفاً عليه من الهجرة الجماعية والنزوح باتجاه وسائل التواصل الاجتماعية.
مراكز أبحاث
جمع شمل «المدونين العرب»
بعد فورة وسائل التواصل الاجتماعية وما أظهرته في وقت سريع من قدرة عالية على تأمين مساحة للتعبير حُرّة، خالية من أيّة عوائق، شهدنا نزوحاً من عالم التدوين. لم يعد المدوّن بحاجة لصفحة خاصة، تُوجِب على الراغب بقراءة محتواها التوجّه بشكل مخصوص إليها. بات يكفي، مثلاً، إنشاء حساب على فايسبوك لتأمين وصول فوريّ لرأي أو موقف أو أي معطى جديد الى الحيّز العام. كما تكفي أحياناً تغريدة على
2014-10-15
شارك