لا تجلس في البلكونة، قتلوا رجلاً خرج إليها ليدخّن سيجارة في الشمال. لا تقف على عتبة المنزل، طائرة استطلاع فتكت بمجموعة من الشبّان كانوا يجلسون أمام عمارتهم السكنيّة في خان يونس. لا تصعد إلى سطح المنزل، طفلان ماتا على سطح منزلهما في غزّة لأن أمهما اعتقدت أن السطح أكثر أمانا لهما من الشارع. لا ترسلوهم إلى المتنزه، كلّنا نعلم ما الذي حدث هناك. لا تذهب إلى السوق، عشرون شهيدا قضوا أثناء شرائهم حاجيات قبل الإفطار. هل لا زلت تملك بيتا؟ لا تعد إليه، جارك مهدّد بالقصف. إن جُرحت، لا تذهب للمستشفى لأنها فقدت ما يميّزها عن أي مبنى آخر في غزة. إن نزحت، لا تَحْتَمِ في المدرسة، كم شخصاً مات في قصف المدارس الثلاث حتى اللحظة؟ أنا فقدت العد.
ما الذي تستطيع أن تفعله عدا ذلك إذًا؟ بإمكانك أن تموت، وكما هو واضح أعلاه، يمنحك الجيش الأكثر قوة وأخلاقيّة للدولة الأكثر ديموقراطيّة كامل الحريّة في اختيار الوسيلة التي تليق بك.
من صفحة محمود اسماعيل على فايسبوك ـ غزّة