اعترافات الجندي الحزين

كنا نسير وراء القائد، نحارب شيئًا ما، ربما عصابة الصرصار، جرينا وراءهم وصوبنا عليهم ونحن نهتف، «الموت للصرصار، الموت للصرصار»، ثم قابلتنا عصابة الأفيال العنيفة، قنصناهم من فوق أسطح المنازل، «الموت للأفيال». امتلأ الجو برائحة البارود، ثم عصابة الأفاعي الخضراء، وعصابة الصرصار. ماذا؟ قلنا الصرصار من قبل، لا يهم. وقابلتنا عصابة «أكبر زادة»، وعصابة «ماو تشي تشو»، وأخذنا نصيح «الموت لماو تشي تشو»، «الموت لأكبر زادة». ماذا؟ أكبر زادة كان من حلفائنا. آه، طيب، بصراحة هذا ما جئتك لأجله. أنا أعاني من بعض التشوش في الذاكرة.
في الحقيقة هذا بدأ معنا هناك، كنا نتذكر الأسماء بصعوبة. بصراحة بدأنا ننسى الأسماء. تعرف، نحن في الصحراء وفي الحرب وبعيدون عن زوجاتنا. اختلط علينا الأمر، لم نعرف من العصابة التالية التي سيكون علينا مواجهتها، أخذنا نقترح الأسماء، أسماء العصابات كانت صعبة جداً، المهم أخذنا نكرر الأسماء ونؤلف أسماء جديدة، الموت للزئبق الأحمر، الموت لمجموعة الثريا... هكذا، ثم اختلط علينا الأمر أكثر، نسينا كيف تؤلف أسماء العصابات، فأخذنا نصيح، الموت، الموت. وهكذا، قررنا أن نضرب ناراً على جميع الأشياء، بما فيها الذباب الطائر، كان يزعجنا، الذباب خطير، ينقل الأمراض، أكيد من الأعداء. ماذا؟ الذباب الطائر اسم عصابة؟ تعني أنه لم يكن الذباب الحقيقي من حاربناه. ماذا؟ هي أول عصابة حاربناها؟ غريب جدا، ولكن تصدق صح، كلامك صح، سبحان الله، يعني الذباب الطائر هم سبب كل المشاكل.
طيب ومن نحارب إذن الآن؟ ماو تشي تشو، غريب، لم أسمع الاسم قبل الآن، نحن تشوشنا تماماً، الذاكرة ضعفت، ولكن روحنا القتالية ما زالت عالية، انتصاراتنا لم تأت من فراغ، الكفاءة والتدريب هما الأساس، ما زلنا جنوداً مخلصين في خدمة الأشياء.