نسوية إسلامية تقدمية

«جمعية توعية نسوية»، هكذا تعرف عن نفسها جمعية «دراسات المرأة والحضارة». لا تعنى الجمعية بتقديم الخدمات أو المساعدات، بل تضع نصب عينيها تأسيس منظور إسلامي للمعرفة النسوية.فبحسب التعريف الوارد على موقعها، ترى الجمعية التي تأسست في مصر في العام 1999، أن المنطقة العربية تمر في مرحلة تاريخية تشهد اهتماماً عالمياً على المستويين السياسي والاكاديمي بقضايا المرأة عموماً
2014-06-11

شارك

«جمعية توعية نسوية»، هكذا تعرف عن نفسها جمعية «دراسات المرأة والحضارة». لا تعنى الجمعية بتقديم الخدمات أو المساعدات، بل تضع نصب عينيها تأسيس منظور إسلامي للمعرفة النسوية.
فبحسب التعريف الوارد على موقعها، ترى الجمعية التي تأسست في مصر في العام 1999، أن المنطقة العربية تمر في مرحلة تاريخية تشهد اهتماماً عالمياً على المستويين السياسي والاكاديمي بقضايا المرأة عموماً وضمنها قضايا المرأة المسلمة، ولهذا السبب كان من الضروري بناء حقل لدراسات المرأة من الداخل الحضاري الإسلامي. فبمقابل الاهتمام الأكاديمي المتزايد بدراسات المرأة المسلمة في الجامعات الغربية، كان الاهتمام الأكاديمي غائباً في المجتمعات المدروسة نفسها. وفي معرض شرحها لأهمية دورها، تخشى الجمعية من أن التفاوت ما بين الاهتمام الاكاديمي الغربي وبين الاهتمام العربي قد يؤدي الى انتاج مفهوم خاطئ أو غير مكتمل عن المرأة في المجتمعات العربية. تطرح الجمعية نفسها كأحد المبادرين في هذا المجال اذاً، وتعتبر الجمعية ان قضية المرأة تجب مقاربتها انطلاقاً من النظر اليها كمدخل أساسي لقضية الإصلاح العامة في المجتمعات العربية. إذ تعتبر قضية المرأة قضية ثقافية بالأساس، فهي ترتبط بمراجعات ضرورية في طريقة قراءة الأصول الشاملة للقرآن الكريم والسنة النبوية، وهي بهذا تشكل فضاءً لإصلاح أساسي في فهم المسلمين للدين وأصوله، وهو أمر يبدو شديد الإلحاح في المشهد الإسلامي المعاصر.
تأسست الجمعية على يد الدكتورة الراحلة منى أبو فضل التي يخصص لها موقع الجمعية قسماً خاصاً بها يحتوي على سيرة لحياتها وأبرز كتاباتها كـ«النظرية الاجتماعية المعاصرة: نحو طرح توحيدي في أصول التنظير ودواعي البديل» و«المنظور الحضاري وخبر تدريس النظم السياسية العربية». تركز الجمعية على نشر أبحاث ودراسات عن المرأة، ومن أبرز المساهمين بحسب ما يظهر على موقع الجمعية، الدكتورة أماني صالح التي تناولت في احدى دراساتها «النسوية من منظور اسلامي» «اشكالية حدود الإطار المرجعي للقرآن الكريم والسنة النبوية»، باحثة عن موقع قضية المرأة في المنظورالثيولوجي الاسلامي.
وهناك أيضاً هند مصطفى علي التي تناولت في احدى دراساتها «قضايا المرأة في خطاب الإصلاح الحديث والمعاصر» التي ترصد من خلالها الخطاب الاصلاحي المعني بالمرأة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى اليوم. تقفز الجمعية فوق الاستقطاب الطائفي الشائع، اذ تدخل في بعض منشوراتها في عمق التباينات بين الفقه الشيعي والسني حول قضية المرأة كالدراسة التي كتبتها عزة جلال بعنوان «الفقه أو الفكر الشيعي حول المرأة: قراءة في طرح علي شريعتي ومحمد مهدي شمس الدين» والتي تناقش مدى قدرة الفقه الشيعي على استيعاب جانب كبير من التغيرات التي أصابت واقع المرأة في الأمة الإسلامية.
على الرغم من أهمية نتاجها الفكري، إلا أن الجمعية تهمل بعض وسائل التواصل الاجتماعي مما يضعف من انتشار تلك الدراسات والمواقف، وبالتالي من الأثر التوعوي المنشود. صفحتها «فقيرة» على «فايسبوك»، وغير محدثة وأعداد المتابعين الأربعمئة خير دليل على ذلك، فهل سبب ذلك أنها ترى نفسها كجمعية فكرية نخبوية؟