في آخر حوار للسيسي قبل الصمت الانتخابي سأله الإعلامي حمدي رزق «انت عايز كام يصوتو 30 مليون؟» فقال لا، 30 مليون مش كفاية .. أنا عايز 40 مليون صوت أتحدّى بيهم العالم!».هذا هو السبب الأكبر في حالة الهستريا اللي حصلت في الانتخابات، مصطفى بكري مثلاً وهو يصوّت كان يقول «إحنا قلنا حينزل 80 في المئة يشاركو ويبهرو العالم كله»... طيب لننسى بكري ولنعتبره غير مهم.لكن مفروض السيسي ـ مدير المخابرات الحربية على سنّ ورمح، والذي يطوعه نخبة من المثقفين والأساتذة المنظّرين ـ عارف وفاهم كويس أن النسبة هذه «مستحيلة»، لا تحدث في أعتى دول العالم أصلاً، وأقصى طاقة تصويت في تاريخ مصر بأقصى طاقة حشد من الجميع، كانت حوالي 25 مليون، كيف تصوّر أنه سيصوّت 40 مليوناً؟ مراراً وتكراراً تتأكد القاعدة: حين تفرط في الكذب تًصدّق الكذبة، وتصبح كاذباً على نفسك قبل أي أحد آخر. ما حصل يُشبه يقين قيادات الإخوان قبل 30 حزيران/ يونيو بأن «الشعب كله معانا» ولن ينزل سوى بضعة آلاف من النصارى والعلمانيين والفلول و«البلطجية» المأجورين يقعدوا ساعتين ويروحو!من بؤس الحال أن الواحد بقى أقصى طموحه أن السياسيين عندنا يكذبوا علينا ويفضلو فاهمين ده وعارفين الواقع، لأن عواقب كذبهم على أنفسهم بتقلب سواد على الجميع!
من صفحة محمد أبو الغيط على فايسبوك