تنوع مثير للاهتمام، هو الشعور الأول الذي يخطر في بال أي متصفح لموقع صحيفة "الراكوبة" الالكترونية السودانية. تنوع يشي بطبعها المشاكس بدلالة ما تحوي من مقالات سياسية لا توفِّر أيا من الأطراف السياسية في السودان من الانتقاد. فمثلاً تنشر مقالاً بعنوان "نطالب المجتمع الدولي بوضع قوات الدعم السريع في قائمة المنظمات الإرهابية"، يتضمن نقداً وهجوماً صريحين على محاولة شرعنة ميليشيا "الجنجويد" تحت ما يسمى بـ"قوات الدعم السريع". وفي القسم نفسه مقال آخر بعنوان "المهدي وتمثيلية الاعتقال" ينتقد فيها اعتقال الزعيم المعارض صادق المهدي الذي سجن بتهمة "التشهير بقوات الدعم السريع"، واصفاً ما جرى بأنه مناورة سياسية قام بها المهدي نفسه لاستنهاض شعبيته.
تبدو الصحيفة من أشد المنتقدين للرئيس السوداني عمر البشير، ويظهر ذلك بشكل واضح في إحدى الرسوم الكاريكاتورية المنشورة والتي تظهر البشير بمظهر "الحمار" وهو ينظر إلى مرآة يحملها معارضون له فتنعكس صورته أسداً، وفي ذلك تهجم مزدوج على البشير ومعارضيه الذين يتيحون له الظهور بمظهر القوي.
في الموقع أقسام عديدة منها "منبر الحوار" وهو أشبه بمنتدى يتيح نقاشات حرة حول أبرز المستجدات في السودان. وفي الآونة الأخيرة استحوذت قضية الحكم بإعدام فتاة سودانية لاعتناقها المسيحية، واعتقال الزعيم المعارض صادق المهدي أبرز النقاشات.
وهناك بالطبع "الأخبار" و"المقالات" التي تتضمن إلى جانب السياسة مقالات اجتماعية واقتصادية كمقال "ما لا يصح في الصحة" يتناول الأوضاع المزرية للطبابة والاستشفاء في السودان.
وتخصص في زاوية مساحة لشعراء سودانيين يهاجمون بقصائدهم الرئيس والسلطة بأسلوب هجائي، أمثال الشاعر عبد الإله زمرواي، وقصيدتيه "ارحل فقد سقط النظام" و"رقصة البشير الأخيرة". إلا ان الزاوية، بالإضافة إلى الأشعار الموجهة، توفر مساحة أدبية وإبداعية بعيدة عن السياسة والقصائد الوطنية، كقصائد حب ورثاء، منها اليوم رثاء للشاعر السوداني محجوب شريف بعنوان "رحيل قلب نزف عشقاً"، علاوة على أرشيف واسع لأشهر القصائد السودانية.
"حواء" هو القسم "النسائي" المعني بأخبار الموضة والصحة الغذائية، وهو أمر في غاية التقليدية، وكأن تلك هي فحسب اهتمامات النساء.
كما يفرد الموقع من خلال قسمي الصور والفيديو مساحة أرشيفية تنشر فيها صور قديمة لأبرز المحطات التاريخية في السودان من العام 1800 حتى العام 1956، وفيديوهات تتضمن أغاني قديمة وتراثية سودانية.
"الراكوبة" نشيطة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيتجاوز عدد متابعيها على "فايسبوك" الـ 280 ألفاً، تزودهم بشكل دوري بأبرز الأخبار المحلية في السودان والعالم. أما حسابها على "تويتر" ففيه أكثر من 6 آلاف متابع مع أكثر من 30 ألف تغريدة. ما يعطي عنها صورة لصحيفة الكترونية تفاعلية بعيدة عن الصحف التقليدية.
يصعب تحديد الهيئة الإدارية للصحيفة، إذ ان التعريف عنها لا يكشف أياً من الأسماء المشرفة عليها من رؤساء ومدراء التحرير، ربما لأسباب أمنية.
مراكز أبحاث
"الراكوبة" السودانية.. متنوعة
تنوع مثير للاهتمام، هو الشعور الأول الذي يخطر في بال أي متصفح لموقع صحيفة "الراكوبة" الالكترونية السودانية. تنوع يشي بطبعها المشاكس بدلالة ما تحوي من مقالات سياسية لا توفِّر أيا من الأطراف السياسية في السودان من الانتقاد. فمثلاً تنشر مقالاً بعنوان "نطالب المجتمع الدولي بوضع قوات الدعم السريع في قائمة المنظمات الإرهابية"، يتضمن نقداً وهجوماً صريحين على محاولة شرعنة ميليشيا "الجنجويد" تحت ما
2014-05-28
شارك