ملاحظ الكهرباء

سألني مهندس كهرباء بعد أن عرف أني من قرية في شمال ولاية الجزيرة في السودان، عن أحوال العُبيد محمد أحمد. قلت له أنه بخير، غير أنه الآن بالمعاش. هنا بدأ المهندس يسرد لي عن فني الكهرباء العبيد، وكيف كان أصدق العاملين وأنظفهم سيرةً، يوم كانت الكهرباء مضروبة بالفساد والرشوة، لا يُنجز فيها عمل إلاّ بالدفع مرتين: مرّة للموظف ومرّة للرسوم. وأضاف المهندس «ليس لنا ثقة تامة بعامل أو موظف
2014-05-21

شارك

سألني مهندس كهرباء بعد أن عرف أني من قرية في شمال ولاية الجزيرة في السودان، عن أحوال العُبيد محمد أحمد. قلت له أنه بخير، غير أنه الآن بالمعاش. هنا بدأ المهندس يسرد لي عن فني الكهرباء العبيد، وكيف كان أصدق العاملين وأنظفهم سيرةً، يوم كانت الكهرباء مضروبة بالفساد والرشوة، لا يُنجز فيها عمل إلاّ بالدفع مرتين: مرّة للموظف ومرّة للرسوم.
وأضاف المهندس «ليس لنا ثقة تامة بعامل أو موظف إلاّ في العبيد محمد أحمد». نقلت تحيات المهندس للعُبيد، فبدأ يحكي لي عن الكهرباء وأيّامه فيها وتدريبه للعمّال على التوصيلات المنزليّة ولفّ الموتورات، كي تكون لهم عملاً إضافيا يُبعدهم عن الرشوة والسرقة.
وحكى لي أنه في يوم، كان جالساً مع أحد زملائه في مكتب «كهرباء الحصاحيصا» تحديداً، وجاءه مواطن على درّاجة يحمل كل ما هو مطلوب منه من أوراق ونقود. تفحّصها جميعها الموظف والعبيد معه، وردّ الموظف «تعال يوم الاثنين القادم». هنا قال له العبيد «بالله ماذا ينقص هذا الرجل؟ ولماذا لا تُركب له الآن؟ والله اذا ما قمت لتركّب له الآن سأقوم أنا بالعمل على الرغم من أني لست موظفاً هنا». هنا استحى الموظف وأنجز للرجل عمله...

من مدونة «استفهامات» السودانية