مصطفى أبكر 13+13

عندما كان الطفل طفلاً قرّر أن يترك عائلته ويمضي مع رفيقيه إلى أرض مقدّسة. لم يخبر أحداً أنّه ذاهب لتعلّم القرآن من المنبع. لا نعلم إن كانت الرّحلة شاقّة أم ميسّرة لكنّ الطفل وصل في النهاية. كان عمره حينها 13عاماً. وقت وصوله لم يكن أجمل الأوقات. ففي ذلك العام كان غزاة قد أتوا من وراء البحار لينجزوا مهمّة بدؤوها بحصار وتجويع وأتمّوها بإسقاط التماثيل وإعلاء الخراب. لكنّ الطفل كان طفلاً ولم ينتبه
2016-01-14

شارك
مصطفى أبكر (من الإنترنت)

عندما كان الطفل طفلاً قرّر أن يترك عائلته ويمضي مع رفيقيه إلى أرض مقدّسة. لم يخبر أحداً أنّه ذاهب لتعلّم القرآن من المنبع. لا نعلم إن كانت الرّحلة شاقّة أم ميسّرة لكنّ الطفل وصل في النهاية. كان عمره حينها 13عاماً. وقت وصوله لم يكن أجمل الأوقات. ففي ذلك العام كان غزاة قد أتوا من وراء البحار لينجزوا مهمّة بدؤوها بحصار وتجويع وأتمّوها بإسقاط التماثيل وإعلاء الخراب. لكنّ الطفل كان طفلاً ولم ينتبه إلى كلّ هذا، وهو ربّما لم يدرك أنّه جزء منه إلّا بعد أمد بعيد، أو لعلّه لم يدرك أبداً؟ في أحد أيّام ذلك العام اللعين حدثت ثلاثة تفجيرات في عاصمة البلد المقدّس. بعد شهر وأيّام عدّة ألقت الشرطة القبض على الطفل.
-    ما اسمك؟
-    مصطفى أبكر.
-    من أين أنت؟
-    التشاد.
-    وماذا تفعل هنا؟
-    أتعلّم القرآن.
لم يقتنع الضابط بالإجابة، فقد كانت عنده معلومات أنّ الطفل جزءٌ من الخليّة الإرهابيّة المسؤولة عن التفجيرات الثلاثة. لم يعد الطفل طفلاً. صار إرهابيّاً.
وقبل شهر خلا، ظهرت صورة الطفل/الإرهابي على شاشة التلفاز في برنامج وثائقي، مترافقة مع صوت ضابط شرطة يتحدّث بثقة عن أطفالٍ غرّر بهم واقتيدوا إلى بلاد الحرمين للمساهمة في تنفيذ أعمالٍ إرهابية. قال الضابط أمام الكاميرا: "بعض الأشخاص الذين قبضنا عليهم كانوا يتوقعون أن المسألة انتهت وأنهم سيعودون لأهاليهم"،
لم يعد مصطفى أبكر إلى أهله. بعد ظهوره ذاك على شاشة التلفاز، بدأت بعض المواقع الإلكترونية تتداول صورة أخرى له. كان الطفل/ الإرهابي قد صار شابّاً، وكان الخبر أنّ من بين الـ46 الذين أُعدموا مع الشيخٍ المعمّم الذي دفع حياته ثمناً لقولة "لا"، أجنبيّان، أحدهما مصري، والآخر تشاديّ.. هو مصطفى أبكر الذي انتصفت حياته بالتمام، موزعة بين التشاد والمعتقل السعودي وانتهت بحدّ السيف.
تُرى هل تعلّم شيئاً من القرآن؟    

مقالات من السعودية

خيبة م ب س الاقتصادية

كان النزاع المدمر على سوق النفط، ودور السعودية - وبخاصة محمد بن سلمان- في تأجيجه، مقامرة وحماقة في آن. فإن كانت السعودية تخسر 12 مليون دولار يومياً مقابل كل دولار...

للكاتب نفسه

الفلسطينيون في لبنان وحقّ العمل

ربيع مصطفى 2019-07-21

علاوة على التوظيف السياسوي الطائفي على المستوى الداخلي، يأتي المس بحق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان متزامناً مع محاولات جاريد كوشنر تفعيل "صفقة القرن"، وهي التي تصطدم بعقبات من أهمها...