النصان التاليان ليسا قراءة تاريخيّة للفكر الصهيونيّ فحسب، إنما يسعيان لالتقاط الواقع اليوميّ في داخل إسرائيل. في الصحافة والمؤسسات الحاكمة، في "المجتمع المدني" والإنتاج المعرفي. كل منبرٍ يضجّ بهوس "الأغلبيّة اليهوديّة"، وكلّ زاويةٍ تعيش كابوس الأغلبية العربية. أما أركان النكبة الخمسة ــ المجازر، التهجير، الهدم، المصادرة، والحكم العسكريّ ــ فهي مستمرّة دون توقّف. هكذا، في ظلّ النفي الوجودي، فإن الماهيّة الوحيدة للسياسة الإسرائيليّة بالنسبة للفلسطينيّ هي التطهير العرقيّ.
يحاول النصان (نشرا في آذار ونيسان 2018) أن يفهما كيف يتغيّر الإطار القانوني للقمع الإسرائيلي، وما الدور الذي تشغله هذه التغيّرات في تصميم التطهير العرقي مستقبلاً، وكيف يتلائم مع السياق الاجتماعي والسياسي في إسرائيل اليوم. وهما، وإن بديا كأنهما يصفان حالة إسرائيليّة قدريّة تتقدّم دون أي إمكانيّة لتغييرها، فذلك "انطباع" مستولد من كونهما يرصدان ما هو داخل المنظومة الصهيونيّة من دون أن يتطرّقا إلى ما هو خارجها.
أما الأمل في هدم هذه المنظومة المجرمة فلا يُمكن البحث عنه في جوفها، إنما هو قائم بالضغط الذي يُمكن تشكيله من خارجها، أي خارج قانونها وخارج مفاهيمها وخارج الوسائل والقنوات التي توفّرها هي بنفسها. وهذا الضغط ــ واسمه الأوضح المقاومة ــ لا يهدف إلى دفع إسرائيل للعدول عن جوهرها الدموي، إنما إلى خلق التوتر والاضطراب داخلها، وتأجيج التناقض داخل جهاز القمع إلى أن ينهار تحت هذا الضغط.
على أي سكةٍ ستأتي النكبة القادمة؟ (1)
29-03-2018
كيف يتغيّر الإطار القانوني للقمع الإسرائيلي، وما الدور الذي تشغله هذه التغيّرات في تصميم التطهير العرقي مستقبلاً. ثم كيف يتلائم ذلك مع السياق الاجتماعي والسياسي في إسرائيل اليوم.
على أي سكةٍ ستأتي النكبة القادمة؟ (2)
05-04-2018
المنهجيّة الإسرائيليّة الجديدة تعمل على قوننة القمع، وهي ترافق تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة. وهذه الوصفة المعتمدة هي البنية التحتيّة التي تأسست عليها الحركات الفاشيّة كلّها دون استثناء.