من محبسه كتب المصور الصحفي محمود أبو زيد «شوكان» رسالة تعليقًا على فوزه بجائزة «اليونسكو / جييرمو كانو لحرية الصحافة» لعام 2018. والرسالة مُوقّعة بتاريخ 25 نيسان/ أبريل الماضي، وحملت عنوان: «مُفاجَأة».
وجرى احتفال منظمة «اليونسكو» بالجائزة ضمن فعاليات اليوم العالمي لحرية الصحافة، الخميس الماضي، والذي أُقيم بغانا، فثُبتت صورة الفائز على مقعد، وعلى مقعد آخر خالٍ وُضعت شهادة التقدير الممنوحة لـ «شوكان»، الذي لا يزال محبوسًا احتياطيًا على ذمة قضية «فضّ اعتصام رابعة العدوية».
وكانت «اليونسكو» قد أعلنت، في 23 أبريل الماضي، عن فوز المصور الصحفي المحبوس منذ أغسطس 2013، بالجائزة «تقديرًا لشجاعته وقدرته على المقاومة والتزامه بحرية الصحافة».
وقبل إعلان المنظمة عن فوز «شوكان» بالجائزة، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، أدانت فيه ترشيحه، ووصفت تلك الخطوة بالمدفوعة بعدد من منظمات تحركها قطر، مضيفة أنها تمثل «استخفافًا بدولة القانون».
وفي 14 أغسطس 2013، جرى توقيف «شوكان»، ومن وقتها يجدّد حبسه.
هنا نصّ رسالة «شوكان»:
مُفاجَأة!
(1)
جالسٌ ورفيقي في الزنزانة.. كالعادة!
لا على البال ولا على الخاطر..
جلسة الملل اليومية المعتادة..
وإذ بالمذياع يعلن أنْ وزارة الخارجية المصرية تأسف (لـ) منحي جائزة حرية الصحافة الدولية من منظمة اليونسكو الأممية
انتابني شعورين.. فرح وحزن
سعدتُ بثقة «اليونسكو» منحها لي أكبر جائزة في حرية الصحافة في العالم.
وحزنتُ على أسف أبناء جلدتي وسُمر بشرتي أن اُمنح الجائزة..
ولم يكتفوا بذلك للأسف، بل ذيّلوه بتشوهٍ واستهزاء بي، ونعتي بـ «المجرم» وبـ «الإرهابي» وبـ «المدعوم من قطر»، بالرغم أني من مواليد الكويت..ترعرت فيها حتى استويتْ.
ومهنتي لا تعرف للإرهاب ولا للإجرام طريقًا، بل هي صوت مَن ليس له صوت..
وليتبع «الخارجية» «الداخلية» على نفس اللحن، البعض منهم قسَّم عليّ وغنّى..وهلمَّ جرَّ.
هي إذًا ..تشويهات!
(2)
لكن كيف؟
أليس القانون هو مَن يَكُفْ؟
تنظيم علاقتنا وحياتنا..ولمّا أنا في القانون برئ.. نَظَر القانون- قاعدة؛ المتهم برئ حتى تثبت إدانته- فكيف بالمسئولين يطلقوا عليّ أحكامهم قبل المحكمة؟
وماذا لو برئتني المحكمة؟
أم هي خطوة استباقية منهم للتأثير على قرار المحكمة؟
هي إذًا.. مظلمة!
ومظلمات!
(3)
كيف لدولة أو لشبه دولة- كما يدعي الرئيس-
تنادي باحترام القانون.. وتكون أول مَن يخرقه؟
وكيف لزملاء صحافيين يرددوا قول المسئولين إني كذا وكذا وأنا مَن كُرمت في نقابة الصحافيين شعبة المصورين، منذ شهر مضى!
هي إذًا.. تناقضات!
(4)
اتوجه بالشكر والتحيّات لرئيسة منظمة اليونسكو- المصورة في الأصل- «أودري اوزولاي»
وسكرتارية المنظمة منحهم لي الجائزة
وامُطّ التحيّات حتى تصل أعضاء معهد الصحافة الدولي الذي رشحني للجائزة
وأساتذتي ورفاقي الفنّانين المصورين والداعمين لي والمؤمنين بعدالة قضيتي منذ اعتقالي والقبلات أُرسلها إلى أهلي.. وحبيبتي.. وأصدقائي.. والجائزة أهديها إلى رضوى وجاد
هي إذًا..سلامات!
(5)
أما الخاتمة فاخترت لها رباعية.. عنوانها: End of text
ونهاية النص كان بالبداية مالهوش صِلا
قص ولزق.. رص وقص.. نص.. هَلفطا
دا حال كل النصوص عندنا.. يا كدب! يا لعب!
المسئول بيكلم فيها نفسه.. وعايزنا نسايره
شر..مطى!
شوكان
25 أبريل 2018
«سجن القاهرة»