رسالة إلى التعليم العالي

 بعد عشر سنوات من التدريس الجامعي ما زلت غير مقتنع بتاتًا بمسألة "أخذ الغياب" في مؤسسات التعليم العالي، بل إنني أستنكر هذا الأمر وأدينه تماماً، وأرى أنه يناقض فكرة التعليم العالي من أساسها. إنّ إجبار الطالب الجامعي على حضور المحاضرات ضربٌ من العبث، ففي هذه المرحلة من عمر الطالب ينبغي أن ندرّبه على التعلّم الحرّ والمستقل، على أن يقرّر هو كيف يريد أن يحصّل تعليمه في الجامعة وخارجها. لا فائدة إطلاقاً من حضور الطالب في القاعة إن كان هو والكرسي الذي يجلس عليه سواء! وبدلاً من أن نعاقب الطالب على غيابه، فلنراجع مناهجنا وأساليب تدريسنا التي تجعل الطالب يقرّر أن لا يحضر.
2017-05-26

شارك

 بعد عشر سنوات من التدريس الجامعي ما زلت غير مقتنع بتاتًا بمسألة "أخذ الغياب" في مؤسسات التعليم العالي، بل إنني أستنكر هذا الأمر وأدينه تماماً، وأرى أنه يناقض فكرة التعليم العالي من أساسها. إنّ إجبار الطالب الجامعي على حضور المحاضرات ضربٌ من العبث، ففي هذه المرحلة من عمر الطالب ينبغي أن ندرّبه على التعلّم الحرّ والمستقل، على أن يقرّر هو كيف يريد أن يحصّل تعليمه في الجامعة وخارجها. لا فائدة إطلاقاً من حضور الطالب في القاعة إن كان هو والكرسي الذي يجلس عليه سواء! وبدلاً من أن نعاقب الطالب على غيابه، فلنراجع مناهجنا وأساليب تدريسنا التي تجعل الطالب يقرّر أن لا يحضر.
 حزينٌ جداً هذا اليوم لأنني شهدتُ حالة حرمان طالب من دخول الامتحان النهائي، لا لشيء إلا لأنه تجاوز "نسبة الغياب" المسموح بها، ولستُ مستعداً أبداً لأن أحرم طالباً من دخول الامتحان لسببٍ كهذا. ليس من واجبنا كأساتذة جامعيين أن نراقب "حضور" الطالب، وإنما مقدار ما يتحصّل عليه من علم. أتمنى على مؤسسات التعليم العالي في بلادنا أن تراجع نفسها، وأن تستوعب معنى "التعليم".

من صفحة Ahmed Al-Maaini عن الفيسبوك (عُمان)


وسوم: العدد 244