"تونس بالأحمر": يسار أممي ضدّ الكليشيهات

من بين ما فعلته الانتفاضات العربية التي انطلقت من تونس، إعادة إحياء الأمل، ليس لدى الشعوب العربية فحسب، بل عند فئات واسعة في الغرب حتى. في هذا السياق، تأسّس موقع Tunisia in red (تونس بالأحمر) فور سقوط نظام زين العابدين بن علي. تأسيس حصل على يد 4 يساريين من ايطاليا واسبانيا وتونس، ليكون الموقع منبراً إعلامياً إلكترونياً تشارُكياً ينشر مواد خاصة، وينقل جزء كبير مما يكتب عن تونس ومحيطها في
2013-07-17

شارك

من بين ما فعلته الانتفاضات العربية التي انطلقت من تونس، إعادة إحياء الأمل، ليس لدى الشعوب العربية فحسب، بل عند فئات واسعة في الغرب حتى. في هذا السياق، تأسّس موقع Tunisia in red (تونس بالأحمر) فور سقوط نظام زين العابدين بن علي. تأسيس حصل على يد 4 يساريين من ايطاليا واسبانيا وتونس، ليكون الموقع منبراً إعلامياً إلكترونياً تشارُكياً ينشر مواد خاصة، وينقل جزء كبير مما يكتب عن تونس ومحيطها في الصحف الغربية. موقع مادته متوفرة بلغات أربع (العربية، والفرنسية، والايطالية والاسبانية)، بهدف محاولة الحلول مكان النظرة النمطية التي تتبناها الصحف الغربية في تعاطيها مع الملف التونسي، لناحية "إعادة إنتاج الكليشيهات الاستشراقية حيال العالم الاسلامي". خلاصة أولى: احد محفّزات تأسيس الموقع، هو التوجَّه إلى القراء الغربيين.
ولكلّ اسم من المؤسسين الأربعة، تاريخ نضالي يساري (وهذا أحد أسباب إدخال اللون الأحمر في اسم الموقع بحسب النبذة التعريفية للموقع)، تجمع بينهم عوامل مشتركة عديدة، منها أنّ جميعهم مقيمون في تونس حالياً، وإن منذ فترات متفاوتة. عميد المقيمين في تونس هو الايطالي ماريو ساي، الذي يعيش في هذا البلد منذ العام 1995، وهو أستاذ الأدب الايطالي المعاصر في جامعة منّوبة. يليه في الأقدمية ساتنياغو ألبا ريكو، الكاتب الاسباني في الفلسفة والانثروبولوجيا والسياسة المقيم في تونس منذ 14 عاماً، والذي كتب محرِّضاً ضدّ بن علي ونظامه طويلاً تحت اسم مستعار هو أليندي ألما. أما باتريسيا مانشيني، فهي ناشطة إيطالية يسارية في إطار مناهضة العنصرية، انتقلت لتعيش في هذا البلد العربي منذ نيسان/أبريل 2011. والتونسي الوحيد من بين مؤسسي الموقع، هو حمادي زريبي، الذي أمضى جزءاً طويلاً من حياته بين بلجيكا وايطاليا (حيث نشط في صفوف الحزب الشيوعي الايطالي ــ إعادة التأسيس)، وعاد إلى بلاده الأم منذ العام 2011.
أحد الملفات المميزة على الموقع، أرشيف لثورة 14 كانون الثاني/يناير، يجد فيه الزائر عدداً كبيراً من المقالات والمواد الصحافية التي كُتبت داخل تونس وخارجها (خصوصاً في ايطاليا واسبانيا وفرنسا) عن الثورة التي أطاحت بالنظام. على كل حال، فإنّ الأرشفة كتابياً وبالصوت والصورة لتاريخ تونس ما بعد "14 جانفي"، هي أحد الأسباب الرئيسية لتأسيس الموقع الالكتروني.
يمكن تلمُّس مدى التزام Tunisia in red بقضايا العدالة الاجتماعية والتحرر ومقاومة الطغيان، من خلال استعراض المواقع العربية والأجنبية التي ينصح القيمون على "تونس بالأحمر" بزيارتها. من بينها "جدلية"، و"نواة"، وموقع أخبار سيدي بوزيد...
لا تنحصر اهتمامات "تونس بالأحمر" بالشأن التونسي، إذ مثلاً، لا يزال الحدث المصري يفرض نفسه على الموقع منذ 30 حزيران/يونيو الماضي وما تلاه وما ينتج عنه من تداعيات.
Tunisia in red موجود على "تويتر" و"فايسبوك"، لكن ليس بالزخم الذي يُفترض بمن يعترف بأن وسائل التواصل الاجتماعي باتت إحدى أدوات النجاح في زمننا.
http://www.tunisia-in-red.org