400 %، أو إحدى بالوعات المليارات!!

«قبل أشهر مضت، طرح سيادة رئيس المؤتمر الوطني آنذاك، الدكتور محمد يوسف المقريف، سؤالاً استفهامياً استنكارياً كبيراً بخصوص قيام حكومة الكيب بصرف مبلغ 5.5 مليارات دينار، وتساءلتُ وتساءل الكثيرون مع الرئيس، وتحسروا وتعجبوا كما تحسر وتعجب، وبلعنا كلنا غصة ذلك السؤال بما أدلى به المسؤول من جواب!بالأمس تكررت نفس الحالة وطرح رئيس الحكومة، مستنكراً، نفس السؤال عن مليارات أخرى تم تسييلها
2013-07-03

شارك

«قبل أشهر مضت، طرح سيادة رئيس المؤتمر الوطني آنذاك، الدكتور محمد يوسف المقريف، سؤالاً استفهامياً استنكارياً كبيراً بخصوص قيام حكومة الكيب بصرف مبلغ 5.5 مليارات دينار، وتساءلتُ وتساءل الكثيرون مع الرئيس، وتحسروا وتعجبوا كما تحسر وتعجب، وبلعنا كلنا غصة ذلك السؤال بما أدلى به المسؤول من جواب!
بالأمس تكررت نفس الحالة وطرح رئيس الحكومة، مستنكراً، نفس السؤال عن مليارات أخرى تم تسييلها من أجل بناء الجيش. وبالقطع سيكون الجواب جاهزاً، وربما نسخة مطابقة تماماً لجواب السؤال الأول، وتتكرر الغصة، وتتعاظم الحسرة لضياع المليارات من قوت الشعب المبتلى المسكين! عندما تستغل غفلتي وتبيعني سلعة بأربعة أضعاف سعرها السائد، فإنك ببساطة محتال سارق، والحكومة التي أعطتك تصريح بيع هذه السلعة تشاركك جريمتك، والمجتمع الساكت عن جرائمك هو أيضاً متواطئ معك، وجميعنا في نهاية الأمر سارقون مخطئون خاسرون.
وقعت في يدي كراسة مقايسات لتنفيذ صيانة مبنى حكومي يقع في قلب مدينة طرابلس، ولفت انتباهي شيء بسيط جداً، ولكنه في نفس الوقت مهم وخطير جداً، حتى إنه قد يجيبنا على تساؤلاتنا الصانعة غصاتنا، ويرينا بالوعات ملياراتنا! تضمن بيان هذه المقايسة، ضمن ما تضمن من أشياء مثيرة كثيرة، على تسعير متر الطلاء الخارجي، الجرافيت، بمبلغ عشرين ديناراً! شخصياً، قمت هذه الأيام بطلاء بيتي بنفس الطلاء، وبمبلغ خمسة دنانير!».

من مدونة «ربيع ليبيا» (28 حزيران /يونيو 2013)

http://libyanspring.blogspot.com/