"واو الوصل": سوريا الجديدة بعدسة غير تقليديّة

"واو الوصل" أحد أفراد عائلة المواقع الالكترونية السورية العديدة التي وُلدت بعد 15 آذار/مارس 2011. هو مشروع ثقافي إعلامي مادّته الأساسية مرئية ومسموعة، عبارة عن أفلام وثائقية وتسجيلية قصيرة منجزة على يد شباب وشابات من سوريا، موزعين حالياً داخل البلاد وخارجها. الهدف الرئيسي للموقع هو «الوصل والتشبيك وتشجيع إنتاج الثقافة وتبادلها ودورانها وجميع الأعمال الفنية المتنوعة ضمن إطار واحد،
2013-03-13

شارك

"واو الوصل" أحد أفراد عائلة المواقع الالكترونية السورية العديدة التي وُلدت بعد 15 آذار/مارس 2011. هو مشروع ثقافي إعلامي مادّته الأساسية مرئية ومسموعة، عبارة عن أفلام وثائقية وتسجيلية قصيرة منجزة على يد شباب وشابات من سوريا، موزعين حالياً داخل البلاد وخارجها. الهدف الرئيسي للموقع هو «الوصل والتشبيك وتشجيع إنتاج الثقافة وتبادلها ودورانها وجميع الأعمال الفنية المتنوعة ضمن إطار واحد، فضلاً عن مساعدة الشباب أصحاب المشاريع ذات الصلة على تنفيذ مشاريعهم وتمويلها وتسويقها ونشرها إن أمكن». على المدى القريب، يسعى المشروع حديث الولادة إلى إنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام والمنتجات الإعلامية السمعية البصرية التي «تسلّط الضوء على مكونات الشعب السوري، وتوضح آراء وتطلعات الشباب والأخطاء وسوء التصرف، والعقبات أمام التحول الديموقراطي في سوريا».
قد تكون بداية تعرُّف الجمهورين السوري والعربي على «واو الوصل» حصلت مع كتيّبات وجهت الى المسلحين باسم «دليل الجيش الحر»، تضمّنت قواعد السلوك المطلوبة أثناء القتال، وهي متوفرة ورقياً وبالصوت والصورة على الموقع الالكتروني، كإرشادات حول قواعد السلوك المقبولة دولياً أثناء النزاعات المسلحة، مدعَّمة بشواهد: من القرآن والسيرة النبوية والإنجيل وأقوال الشخصيات التاريخية كمارتن لوثر كينغ وغاندي وطاغور. وفي مبررات نشر الدليل، يوضح القيمون على العمل أن «ثمن الأخطاء (التي تُرتكَب خلال الحرب) فادح»، لذلك تشدد الدقائق الترويجية للكتيبات على ضرورة «حقن الدماء بقدر المستطاع لكي لا نحصل مستقبلاً على النتيجة نفسها» التي أنتجها النظام.
الأفلام التسجيلية والوثائقية الخاصة بـ«واو الوصل» لا تزال قليلة، جميعها مترجَمة إلى الانكليزية، أبرزها «البسطار»، و«دليل التكتيكات غير العنفية»، و«عام دراسي» الذي يروي فيه طلاب مدارس تجاربهم المصورة بالصوت والصورة خلال حوالي خمس دقائق في تنظيم تظاهرات معارِضة، وما كان يترتب على ذلك من اعتقالات وتعذيب، وإرغامهم على المشاركة في مسيرات موالية في الفترات الأولى للانتفاضة السورية.
أما باكورة أعمال «واو الوصل»، فتبقى فيلم «سراقب»، الذي يختصر بدقائق ثلاث، أربعة أيام قضاها ناشطون مدنيون في صيف عام 2012 بتلك البلدة الإدلبية المحاذية للحدود التركية. مدينة نالت شهرتها منذ بدء الانتفاضة، وعُرف عنها احتضان مقاتلين شديدي التنوع ايديولوجياً، من إسلاميين سلفيين وصولاً إلى يساريين. يسجّل العمل معارك حيّة في ساحات وحارات البلدة، ومشاهد من حياتها اليومية، حيث ترى مثلاً لافتة تمنع على المقاتلين إدخال السلاح إلى المقهى الرئيسي للبلدة. أعمال «واو الوصل» تنزع جوّ الحزن حتى عن اللحظات التي يفترض أن تكون الأكثر إثارة للحزن، في مدافن البلدة مثلاً. وتبلغ المتعة ذروتها في «سراقب» عندما يعلن أحد المقاتلين الملتحين عن رغبته بأن تكون سوريا دولة إسلامية، قبل أن تنقلنا الكاميرا، على وقع الموسيقى التصويرية، إلى داخل سهرة لمقاتلين يرفعون أنخاب كؤوس العرَق وهم يستمعون لأحد زملائهم يغني ويعزف على العود.

http://wawalwasel.com