الشعلة الأولمبية بيد لاجئة سورية صغيرة

وصلت الشعلة الأولمبية إلى البرازيل أخيراً، وكان أوّل حامليها في البلد الذي سيستضيف الأولمبياد في شهر آب/ أغسطس المقبل طفلة اسمها حنان دكّا. ابنة الـ12 عشر عاماً وصلت إلى البرازيل بعد عامين ونصف قضتها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن مع عائلتها، مستفيدة من سياسة "الباب المفتوح" التي تمنح البرازيل من خلالها اللاجئين السوريين حقّ اللجوء إليها.
2016-05-12

شارك
الطفلة حنان دكّا حاملةً الشعلة الأولمبية في البرازيل

وصلت الشعلة الأولمبية إلى البرازيل أخيراً، وكان أوّل حامليها في البلد الذي سيستضيف الأولمبياد في شهر آب/ أغسطس المقبل طفلة اسمها حنان دكّا. ابنة الـ12 عشر عاماً وصلت إلى البرازيل بعد عامين ونصف قضتها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن مع عائلتها، مستفيدة من سياسة "الباب المفتوح" التي تمنح البرازيل من خلالها اللاجئين السوريين حقّ اللجوء إليها. وهي ليست السّورية الأولى التي تحمل الشعلة، فقد سبقها إلى ذلك ابراهيم الحسين الذي حمل الشعلة في مخيمات اللاجئين في أثينا. قضية اللاجئين ستكون حاضرة في أولمبياد هذا العام من خلال مشاركة فريق من عشرة لاجئين من أكثر من دولة.
لحمل الشعلة غالباً معانٍ سياسيّة. فقد بدأ هذا التقليد في الأولمبياد الحديث عام 1936 في برلين حيث كان آخر حامليها سيغفريد إيغرغيغ الأشقر ذا العيون الزرقاء الذي أراد النازيون من خلاله إيصال رسالة عن تفوّق العرق الآري. كسر هذا التعالي جيسي أوينز، وهو عدّاءٌ أميركي أسود خرج من الأولمبياد ذلك العام مع أربع ميداليات ذهبيّة. وفي أولمبياد اليابان عام 1964 وصلت الشعلة في النهاية إلى يد يوشينوري ساكاي، العدّاء الذي ولد يوم إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما في مكانٍ لا يبعد سوى 60 كيلومتراً عنها. هذه المرّة كان استعمال شعبيّة الأولمبياد للإضاءة على معاناة بعض ضحايا جنون الحرب العالميّة الثّانية. عام 2000 استضافت سيدني الأولمبياد واختار الأستراليون الإضاءة على مسألة السكان الأصليين فحملت الشعلة العدّاءة كاثي فريمان وهي من الابوريجين. أمّا عام 2008 فقد اعترض متظاهرون داعمون لاستقلال التيبت ولتحقيق مبادئ حقوق الإنسان فيها طريق الشعلة في بلدان عدة وكاد أحدهم يخطفها من يد حاملها في لندن.
هذا الطقس الرياضي يعود في الأصل إلى أسطورة التيتان الإغريقي بروميثيوس الذي سرق سرّ الآلهة (النار) وأعطاه للبشر. هؤلاء البشر لا تنتهي صراعاتهم، وفي الوقت نفسه لا ينتهي بحث معظمهم عن السّلام. الرياضة جزءٌ من هذا الصّراع الذي ينتج أحياناً أفكارا استعلائية كالفكرة النازيّة كما ينتج أفواجا لا تنتهي من اللاجئين، هم اليوم محطّ الأنظار أكثر من أيّ وقت مضى. حمل الشعلة رمزياً هو اضاءة على حيواتهم المنكسرة. ابراهيم الحسين كان سبّاحاً قبل أن تأتي قذيفة على قدمه اليمنى. وبعد لجوئه إلى اليونان قرّر العودة للرياضة - وإن بقدمٍ اصطناعية ـ فانضم إلى فريق كرة سلّة على كرسيّ متحرّك، أمّا الطفلة حنان فتقول إنّ حملها للشعلة "سيجعل الناس في كلّ العالم يعرفون أنّ اللاجئين بشرٌ حقيقيون، وأنّ بإمكانهم فعل أشياءٍ إيجابيّة". 

مقالات من سوريا

للكاتب نفسه

الفلسطينيون في لبنان وحقّ العمل

ربيع مصطفى 2019-07-21

علاوة على التوظيف السياسوي الطائفي على المستوى الداخلي، يأتي المس بحق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان متزامناً مع محاولات جاريد كوشنر تفعيل "صفقة القرن"، وهي التي تصطدم بعقبات من أهمها...