الرياضة النسوية في العراق: انحدار كبير

تعاني الرياضة النسوية  من إهمال كبير بسبب يأس القائمين عليها من تشكيل فرق متطورة لاصطدامهم بالبيئة الاجتماعية، ولغياب القدرة على المنافسة أثناء مواجهة فرق دول محترفة ومعتنى بها.. ما يهدد باختفائها. اتهمت اللاعبة رانيا القيسي الاتحاد العراقي والأندية الرياضية بالفساد، ووصفت اللجنة النسوية في الاتحاد، التي تم حلها منذ فترة قصيرة، بأنها أساس الفساد، وأضافت أن "المسؤولين يزجون
رند سعد (مشاركة عراقية في أولومبياد لندن 2012)

تعاني الرياضة النسوية  من إهمال كبير بسبب يأس القائمين عليها من تشكيل فرق متطورة لاصطدامهم بالبيئة الاجتماعية، ولغياب القدرة على المنافسة أثناء مواجهة فرق دول محترفة ومعتنى بها.. ما يهدد باختفائها.
اتهمت اللاعبة رانيا القيسي الاتحاد العراقي والأندية الرياضية بالفساد، ووصفت اللجنة النسوية في الاتحاد، التي تم حلها منذ فترة قصيرة، بأنها أساس الفساد، وأضافت أن "المسؤولين يزجون بلاعبات في الأندية النسوية من معارفهم وأقربائهم بالغش والتزوير، لدرجة أنهم أدخلوا نساء حوامل غير رياضيات في بطولة الفئات العمرية بغاية توفير فرص للسفر بحجة الاشتراك في البطولات الخارجية"، وأضافت  أن "العقود  الموقعة  من قبل الأندية مع اللاعبات غير منصفة، والأندية لا تعطي اللاعبات مستحقاتهم المالية كل شهر، وخصوصاً أندية المؤسسات كنادي الإسكان والصناعات والكهرباء، فضلاً عن أن المسؤولين في الأندية يبعثون بكتب رسمية  إلى الوزارة تفيد بأن هناك فريقاً سيشارك بالدوري النسوي، ويصرفون  الأموال على البطولة، من دون اهتمام بالتدريب والتأهيل المتواصلان".
فند كامل زغير عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم تلك الاتهامات قائلاً "نحن مهتمون باللاعبات الرياضيات وأدخلناهن أكثر من دورة وسافرن وشاركن في البطولات. الرياضة النسوية قائمة لحد الآن وتحظى باهتمام كبير من دورات تطويرية ودورات تحكيمية، وقد شاركن في بطولة الخليج  والعرب وغرب آسيا  والبحرين ولبنان"، وأضاف "لكن المرأة في العراق مظلومة ولا يوجد تشجيع لها، لدرجة أن هنالك من يرى بأن كرة القدم النسوية محرمة، فيما تُقام الدورات التدريبية في شمال العراق بسبب انفتاحه". وبالفعل فبعد 2003، تركزت أغلب البطولات في مدن إقليم كردستان.
وأشارت وسن حنون عضو الاتحاد العراقي لكرة السلة أن العراق  يفتقر لوجود البنى التحتية من  قاعات رياضية وتجهيزات،  فضلا عن صعوبة الحصول على الموافقات لحجز القاعات الرياضية من الوزارة ومن الأندية، وهذا ينطبق على الرجال والنساء". وأضافت، "يغيب دعم الاتحاد للاعبات من خلال تنظيم المنافسات، ودعم الفرق النسوية. وهذه في العراق (باستثناء إقليم  كردستان) عددها الحقيقي فريقان فقط إذ لا يوجد نادٍ يتحمل مسؤولية فريق نسوي، من تدريب ونقل ورواتب الجهاز الفني حينما لا يكون هناك مردود مادي من بيع التذاكر أو من دعم وزارة الشباب للأندية التي تحتضن فرقاً نسوية". وأقر جاسم محمد جعفر رئيس لجنة الشباب والرياضة  "بعدم وجود رياضة نسوية ناجحة لعدم وجود نساء قادرات على أن يرتقين إلى مستوى الرياضيات الماهرات، إلى جانب تأثرهن بالظروف الاجتماعية في بغداد والمحافظات الجنوبية التي لا تسمح بمشاركة النساء، فضلاً عن أن الدولة العراقية ووزارة الشباب والرياضة والاتحادات العراقية والجهات المعنية غير مهتمة بهذا الجانب". وأضاف "حتى إذا أعطينا للرياضة النسوية اهتماماً كبيراً، فلا يمكنها أن تنافس لبنان أو شمال أفريقيا لما تمتلكه هذه الدول من إمكانات رياضية. الرياضة النسوية في العراق أكذوبة".
وأعرب الصحفي عمار ساطع عن أسفه " لما تمر به رياضة حواء في العراق من منعرجات مختلفة، فبينما كانت قد نجحت في الفترة التي تنحصر بين منتصف سبعينيات القرن الماضي وحتى نهاية الثمانينيّات في ألعاب كثيرة، كألعاب القوى وكرة اليد والكرة الطائرة، وإلى حدٍ ما كرة السلة، وتفوقت في الكرة الطاولة وحتى في الجمباز والمبارزة والتنس الأرضي والريشة الطائرة.. وكل ذلك جاء نتيجة الانفتاح الاجتماعي والاهتمام والدعم المعنوي وتوفير الفرص الأنسب والتشجيع بهدف تحقيق الإنجازات والمكاسب"، واعتبر "أن فترة الحصار الاقتصادي والعزلة الخارجية عطلت مسيرة الإنجاز وبالتالي أصاب جسد رياضة حواء في صميمه، ثم انعدمت الإنجازات بسبب قلة الدعم وغياب فرص المشاركات وانتهاء جيلين من اللاعبات أغلبهن تحول للحصول على شهادات أكاديمية تخصصية". 
ليس هناك رؤية شاملة تشخص الخلل وتضع خارطة طريق وبرنامج عملي أنسب لرأب التصدعات التي تعاني منها الرياضة النسوية، التي يفترض أن يبدأ الاهتمام بها من المدارس والمعاهد والجامعات، مروراً بتنشيط مراكز الشباب فالأندية..