الفلسطينيون يناضلون من أجل حياتهم.. إسرائيل تقاتل دفاعاً عن الاحتلال

 نعم، هذه حرب. حربٌ أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفع وتيرتها بتفويضٍ من الشعب. نتنياهو لا يستجيب لنداءات المصالحة والتقارب التي يطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس في أوقات الهدوء، فلماذا يستجيب لها الآن؟ يكثّف نتنياهو حربه في القدس الشرقيّة بشكل رئيسي، في مجون من ممارسة العقاب الجماعي، وهو بذلك يظهر نجاح إسرائيل في فصل القدس مادّياً عن معظم الفلسطينيين، معززاً غياب القيادة
2015-10-12

شارك

 نعم، هذه حرب. حربٌ أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفع وتيرتها بتفويضٍ من الشعب. نتنياهو لا يستجيب لنداءات المصالحة والتقارب التي يطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس في أوقات الهدوء، فلماذا يستجيب لها الآن؟
يكثّف نتنياهو حربه في القدس الشرقيّة بشكل رئيسي، في مجون من ممارسة العقاب الجماعي، وهو بذلك يظهر نجاح إسرائيل في فصل القدس مادّياً عن معظم الفلسطينيين، معززاً غياب القيادة الفلسطينية عن القدس الشرقية وضعف حكومة رام الله التي تسعى إلى إيقاف الانزلاق في بقية الضفة الغربية.
لم تبدأ الحرب يوم الثلاثاء الماضي. لم تبدأ الحرب مع سقوط ضحايا يهود. والحرب لن تنتهي عندما يتوقف قتل اليهود. الفلسطينيون يقاتلون من أجل حياتهم بكلّ ما للكلمة من معنى، بينما نحن اليهود الإسرائيليون نقاتل دفاعاً عن امتياز كوننا أمّة أسياد بكلّ ما في الكلمة من بشاعة.
نحن لا نتنبه أنّ هناك حربٌ إلّا عندما يُقتل يهود، لكنّ هذا لا يلغي حقيقة أن الفلسطينيين يموتون طوال الوقت، وأنّنا طوال الوقت نستغل أقصى ما لدينا من قوّة لجعل حياتهم لا تطاق. هذه الحرب تُشنّ من جانب واحد في أغلب الأحيان. نشنّها نحن لجعلهم يرضخون للأسياد، فيقولون "نعم"، ويقولون شكراً لكم لأنكم تبقوننا على قيد الحياة في "المحميّات". عندما يُقتل يهود يختل توازن الحرب أحادية الجانب ونصير فجأة معنيين بالأمر.
الشبّان الفلسطينيون لا يقتلون اليهود لكونهم يهوداً بل لأننّا نحتلّهم، ونعذّبهم، ونسجنهم، ونسرق أرضهم ومياههم، وننفيهم، ونهدم بيوتهم، ونّغلق الأفق في وجههم. الشّبان الفلسطينيون يائسون ولديهم رغبة في الانتقام. هؤلاء الشبان على استعداد للتضحية بحياتهم والتسبب بألم كبير لعائلاتهم لأنّ عدوّهم يثبت يوماً بعد يوم أن ليس لأحقاده حدود.
اللغة مليئةٌ بالحقد أيضاً. فنحن نقول إنّ اليهود تُرتكب بحقّهم جرائم قتل أما الفلسطينيون فيُقتلون ويموتون، هكذا! لا تكمن المشكلة في منعنا من القول إنّ مجنّداً أو ضابط شرطة أطلق النار على فلسطينيين من مسافة قريبة دون أن تكون حياته في خطر، أو من بعيد: من داخل طائرة أو عبر طائرة بدون طيّار. هذا جزءٌ من المشكلة، لكنّ الأساس هو أنّ فهمنا أسير لغةٍ تمارس عليها الرقابة بمفعول رجعيّ فتشوّه الحقيقة. في عرف لغتنا، يُقتل اليهود لمجرّد كونهم يهوداً بينما يصل الفلسطينيون إلى الموت والأحزان لأنّ الأرجح أنّ هذا ما يتطلّعون إليه.
نظرتنا للعالم غير مكتملة بسبب الخيانة المتناسقة التي تمارسها وسائل إعلامٍ إسرائيلية بحقّ واجبها بالقيام بتقارير حول ما يجري من أحداث، أو بسبب افتقادها للقدرة التقنية والعاطفية على احتواء تفاصيل الحرب العالمية التي نشنّها من أجل الحفاظ على علوّ يدنا في الأرض الممتدة من النهر إلى البحر.
حتى هذه الجريدة التي أكتب فيها (هآرتس) لا تملك الموارد الكافية لتشغيل 10 مراسلين ولملء 20 صفحة بتقارير عن جميع الاعتداءات في أوقات التصعيد، أو عن جميع الاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال في أوقات الهدوء، التي تبدأ بإطلاق الرصاص وتمر بإنشاء طرقات تخرّب القرى، ولا تنتهي بإقامة معسكرات حول المستوطنات وملايين الاعتداءات اليوميّة الأخرى. ويمكن القول إنّ الأمثلة العشوائية التي نتمكن من تقديمها في تقاريرنا ليست سوى غيضٍ من فيض، وهي لا تنجح في تغيير وعي الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين.
تهدف هذه الحرب أحاديّة الجانب إلى إجبار الفلسطينيين على التخلي عن جميع مطالبهم الوطنية في بلادهم. بالنسبة لنتنياهو فهو يريد التصعيد لأنّ التجربة علّمته أنّنا في  فترات الهدوء التي تعقب نزيف الدماء لا نعود إلى نقطة الصفر، بل نصل إلى انحدار جديد في النظام السياسي الفلسطيني وإلى امتيازات جديدة لليهود في إسرائيل الكبرى. هذا السعي لتحقيق الامتيازات هو العامل الأساسي في تشويه فهمنا للواقع. لأنه يفقدنا البصيرة، وبسببه لا نستطيع إدراك أن الشعب الفلسطيني المشتّت فيما يشبه محميّات الهنود في أميركا، ورغم ضعف قيادته "الحاضرة الغائبة"، لن يستسلم وسيمضي نحو الحصول على القوة التي تمكّنه من مقاومة نزعتنا السيادية الحاقدة.

نشر في هآرتس في 7-10-2015
ترجمه عن الإنجليزية: ربيع مصطفى

أسماء الشهداء منذ 1 تشرين أوّل/أكتوبر حتى 15تشرين أوّل/أكتوبر 2015

الشهداء الأطفال:
•    عبد الرحمن شادي خليل عبيد الله مواليد: 21/12/2001، الاستشهاد: 5/10/2015، سكان مخيم عايدة /بيت لحم.
•    اسحاق قاسم إسحاق بدران مواليد: 20/7/1999، الاستشهاد: 10/10/2015، سكان كفر عقب/القدس
•    مروان هشام نعيم بربخ مواليد: 3/3/2005، الاستشهاد: 10/10/2015، سكان عبسان الكبيرة /خانيونس
•    رهف يحيى سعدي حسان، مواليد: 10/8/2012، الاستشهاد: 11/10/2015، سكان الزيتون/غزة
•    أحمد عبد الله محمد شراكة مواليد: 31/8/2001، الاستشهاد: 11/10/2015، سكان مخيم الجلزون/رام الله
•    مصطفى عادل الخطيب، مواليد: 28/3/1998، تاريخ الاستشهاد: 12/10/2015، سكان: صور باهر/ القدس.
•    الطفل حسن خالد مناصرة العمر: 15 عاما، سكان: بيت حنينا

شهداء الضفة بما فيها القدس:
•    مهند حلبي (البيرة) 19 عاما
•    فادي علون (القدس) 19 عاما
•    أمجد حاتم الجندي (يطا) 20 عاما
•    ثائر أبو غزالة (كفر عقب) 19 عاما
•    الطفل عبدالرحمن عبيدالله (بيت لحم) 11 عاما
•    حذيفة سليمان (طولكرم) 18 عاما
•    وسام جمال (مخيم شعفاط) 20 عاما
•    محمد الجعبري (الخليل) 19 عاما
•    أحمد جمال صلاح (مخيم شعفاط) 20 عاما
•    اسحاق بدران (كفر عقب) 16 عاما
•    محمد سعيد علي (مخيم شعفاط) 19 عاما
•    ابراهيم أحمد مصطفى عوض (بيت أمر) 28 عاما
•    أحمد عبد الله شراكة (الجلزون) 13 عاما
•    مصطفى الخطيب (صور باهر/ القدس) 17 عاماً
•    الطفل حسن خالد مناصرة، (القدس) 15 عاما
•    محمد نظمي شماسنة (قطنة غرب شمال القدس) 22 عاما
•    بهاء عليان، جبل المكبر- القدس، 22 عاما
•    علاء أبو جمل، القدس، 33 عاما.
•    معتز زواهرة، (بيت لحم)، 27 عاماً
•    باسل باسم سدر، (الخليل)، 20 عاماً
•    احمد أبو شعبان، (القدس) 23 عاماً

شهداء غزة:
•    شادي حسام دولة (20 عامًا)
•    أحمد عبد الرحيم الهرباوي (20 عامًا)
•    عبد الوحيدي (20 عامًا)
•    محمد هشام الرقب (19 عامًا)
•    عدنان موسى أبو عليان (22 عامًا)
•    زياد نبيل شرف (20 عاما)
•    جهاد العبيد (22 عاماً)
•    الطفل مروان هشام بربخ (13 عاما)
•    خليل عمر عثمان (18 عاما)
•    نور رسمي حسان (30عاما)
•    الطفلة رهف يحي حسان (عامان)