إنتفاضة فلّاحات وفلّاحي أولاد جاب الله ضدّ بارونات الإحتكار

ريبورتاج من موقع "انكفاضة" عن انتفاضة صغار الفلاحين في منطقة "أولاد جاب الله" من محافظة "المهدية"بتونس.
2021-03-03

شارك
شباب "أولاد جاب الله" يتظاهرون حاملين قنابل مسيلة للدموع أطلقتها عليهم قوات البوليس. الصورة من موقع " انكفاضة".

في 18 فيفري 2021، تحت وطأة شمس شتويّة، تجمهر·ت قرابة 200 شخص أمام معتمديّة ملولش على بعد بضع كيلومترات جنوب المهدية. من بينهم·ـن فلّاحات وفلّاحو بلدة أولاد جاب الله اللّواتي والذين أطلقوا وأطلقن سلسلة من الاحتجاجات منذ يوم 10 فيفري 2021. سبب غضبهم·ـن الرّئيسي يعود إلى الارتفاع المشطّ الذي شهدته أسعار العلف المركّب، أحد أهمّ عناصر تغذية الأبقار.

بخطى سريعة حانقة في اتجاه منطقة الحرس الوطني، سار الحشد رافعاً شعارات ومردّداً هتافات. على الطريق، انضمّ·ـت للمسيرة تلاميذ وتلميذات المعاهد الثانويّة وعدد من فلّاحات وفلاحي البلدات المجاورة لملّولش. قبالة المنطقة، أفرغ·ـت المتظاهرون والمتظاهرات أكياساً ملآى برمّتها بخراطيش الغاز المسيل للدموع. هذه هي بقايا حملة القمع التي شنتها الشرطة بين يوميْ 10 و 14 فيفري ضدّ فلّاحي·ـات أولاد جاب الله ردّا على غلقهم·ـن الطريق المؤدّية لبلدتهم·ـن.

قمع "مَهول"

إندلعت الاحتجاجات يوم الأربعاء 10 فيفري 2021. منذ ما يقارب الشّهرين، شهدت أسعار العلف المركّب ارتفاعا متواصلا دون أن تبدي السلطات المحليّة أي تفاعل. أمام هذا الصّمت، شدّد·ت فلاحو وفلاحات أولاد جاب الله نبرة غضبهم·ـن. يروي محمّد المشري، فلّاح شاب: "رفض والي المهديّة لقاءنا. عند عودتنا، أغلقنا المنافذ المؤدّية لبلدتنا وقرّرنا الدّخول في اعتصام مفتوح". اعتصام لم يكد يدوم ساعتين حتّى جوبه بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل أعوان الأمن، تلته إيقافات لثلاثة معتصمين. هكذا، تحت وطأة قمع البوليس، نشأت تنسيقيّة صغار الفلّاحين بأولاد جاب الله.

في يوم الغد، بادر·ت كلّ سكّان وساكنات البلدة بما فيهم·ـن النساء والأطفال بالإنضمام إلى الإعتصام. يروي بلال المشري، الناطق الرسمي باسم التنسيقيّة: "في يوم 11 فيفري، قدم أعوان الأمن مع الساعة السادسة صباحاً. كنّا لازلنا في بيوتنا حين بدأت قنابل الغاز تنهال على المنازل، تلاها طلق رصاص مطّاطي. داهموا المنازل واعتقلوا أحدنا. كان ردّنا حينها رمي الحجارة". على إثر ذلك، شهدت الأيام الموالية تصاعدا للعنف : "كانوا يتصيّدوننا مثل الأرانب ويصوّبون قنابلهم تجاهنا مباشرة على مقربة 30 متراً. أطلقوا الرصاص المطّاطي على بعض الفلّاحات اللّواتي كنّ بصدد جمع الجلبّان، وأصيبت إحداهنّ بطلقة في قدمها".

من جهته، يروي حسام، أحد مربّي·ـات الأبقار بأولاد جاب الله عنف الشرطة وظروف اعتقاله : "أنا مصاب بمرض قلبي ولا أقدر على الركض. أمسكوا بي، وضربوني وحملوني إلى مركز شرطة بالمهدية حيث قضّيت ثلاثة أيام. تعرّضت لعنف شنيع وانهالت علي الصفعات من كلّ صوب ثم تمّ منعي من الاتّصال بمحام وحرماني من تناول أدويتي التي جلبها أحد أقاربي".

الريبورتاج كاملا على موقع "انكفاضة"

مقالات من تونس

كيف تعيش تونس الحرب على غزة؟

آخر الشهداء التونسيين مع النضال الفلسطيني محمد الزواري، المهندس التونسي الذي اغتاله "الموساد" أمام بيته في مدينة "صفاقس" (وسط شرق تونس) في كانون الأول/ديسمبر 2016. يومها اكتشف التونسيون ان الشهيد...