دوائر استباحة النساء

كانت في "وضع مخلّ بالآداب مع شاب داخل سيارته". لذا، قرّر أمينا الشرطة في القاهرة انتشال الصبية وإيصالها شخصيّاً إلى بيتها في منطقة شبرا الخيمة. وفي الطريق، داخل سيارة النجدة، اغتصباها. ابتعدا مسافة كيلومتر تقريباً، ليقوما بعدها بتجريد الشابة من ملابسها واغتصابها على الكرسي الخلفي لسيارة النجدة. أكّدت التحقيقات أن تحريات المباحث أثبتت صحة الواقعة، وعلى ذلك قررت نيابة الساحل حبس أميني

كانت في "وضع مخلّ بالآداب مع شاب داخل سيارته". لذا، قرّر أمينا الشرطة في القاهرة انتشال الصبية وإيصالها شخصيّاً إلى بيتها في منطقة شبرا الخيمة. وفي الطريق، داخل سيارة النجدة، اغتصباها. ابتعدا مسافة كيلومتر تقريباً، ليقوما بعدها بتجريد الشابة من ملابسها واغتصابها على الكرسي الخلفي لسيارة النجدة. أكّدت التحقيقات أن تحريات المباحث أثبتت صحة الواقعة، وعلى ذلك قررت نيابة الساحل حبس أميني الشرطة أربعة أيام على ذمة التحقيق، وعرض الفتاة على الطبّ الشرعي لإعداد تقرير عن حالتها وبيان ما لحق من إصابات بأعضائها التناسلية.
وكان رئيس قطاع مباحث شمال القاهرة برفقة قوة من قسم الساحل، قد ضبط أمين الشرطة في مكان الحادثة، وذلك بعد تمكّن الشابة من إرسال رسالة نصيّة لصديقها تُبلغه فيها بأن عنصري الشرطة يسلكان طريقاً مختلفاً تماماً عن الطريق المعتاد لمنطقتها، وأنها مرتابة.
هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها المتعلقة بقيام عناصر من الشرطة بعمليّات اغتصاب. قبل سنة تقريباً، قام رائد شرطة بمرور القاهرة بخطف موظفة في شركة واغتصابها بالقاهرة الجديدة وذلك أثناء عودتها ومديرها من العمل. نفس القصّة.. نوعاً ما: استوقفتهما سيارة شرطة، طلب الضابط منهما رخصة القيادة وتحقيق الشخصية، تبيّن انتهاء الرخصة الخاصة بقائد السيارة، ولهذا وبعد تفتيش السيارة، استقلّها الضابط على أساس مصادرتها لحين تسوية وضعها، وأعلن عن قيامه بإيصال الشابة، لكنّه انطلق بها إلى المنطقة الجبليّة وهددها بالسلاح واغتصبها. ويبدو بوضوح أن الفرضية التي تحرك / تجيز استباحة نساء من قبل أصحاب السلطة على الآخرين هؤلاء، هي اعتبارهم أنهن مستباحات أصلا بفعل وجود واحدة مع صديقها والأخرى مع مديرها.. أي بلا رابط شرعي بين الرجل والمرأة، ومن دون أن يكون الرجل محْرماً. ثم باعتبار ان من ترضى بممارسة الجنس مع واحد هي ملك الجميع. ألا يعني ذلك أن الأصل في الموقف من النساء هو الاستباحة، وأنها ليست محمية إلا في حالات "استثنائية"، وتحديداً بفضل محْرمها؟ وبعد ذلك يتساءلون من أين أتى داعش!
ثم كيف ترك الرجل صديقته أو زميلته بين أيدي الشرطة؟ يهرب إنهاء للقصّة بأقلّ الخسائر (القانونيّة) عليه؟ أهذا مجرد جبن، أم هو يكشف انه، هو الآخر، يرى في مصاحبة المرأة أو حتى مرافقتها فعلة غير "شرعية"، ولا ينبغي/يحق له الدفاع عنها؟
.. ثم، تصل إلينا أخبار مذكرات ضبط وإحضار وتوقيف على ذمّة التحقيق. وبعدها تموت القصص. نسأل: ما الذي حصل مع ضابط الشرطة في حادثة العام السابق؟ وماذا عن تلك التي أُحضرت الى القسم ثم اغتصبت (انظر العُذر الشرعي يحمي.. من الاغتصاب!)، وتلك الأخرى المعاقة المغتصبة.. وغيرها وغيرها. وما الذي سيحصل مع آخر القصص، أي الأمينين اللذين اغتصبا الشابة منذ أيام؟ فلو لم تكن تلك كلها أفعال مستهولة قضائياً وإعلامياً، لغدا الأمر يعني دائرة استباحة ثالثة للنساء.. رسمية هذه المرة.

 

للكاتب نفسه

عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..

التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...

رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟

عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...