سوريا واليُتْم التاريخي

استعادت عبارة «البكاء على الأطلال» معناها اللغوي الحَرفي في سوريا، بعدما ظلّت استعارة مجازية غالباً ما تُستخدَم للسخرية ممَّن يقضي وقته مستذكراً تاريخاً عظيماً مضى، أو حضارة استحالت انحطاطاً. اليوم هو زمن البكاء على أطلال الآثار السورية، بما أنّ خمسة من المواقع الأثرية الستة في البلاد، وبينها مدينة تدمر الصحراوية التاريخية وقلعة الحصن وأجزاء من دمشق القديمة، تأثرت بالقتال بحسب منظمة
2012-10-03

شارك

استعادت عبارة «البكاء على الأطلال» معناها اللغوي الحَرفي في سوريا، بعدما ظلّت استعارة مجازية غالباً ما تُستخدَم للسخرية ممَّن يقضي وقته مستذكراً تاريخاً عظيماً مضى، أو حضارة استحالت انحطاطاً. اليوم هو زمن البكاء على أطلال الآثار السورية، بما أنّ خمسة من المواقع الأثرية الستة في البلاد، وبينها مدينة تدمر الصحراوية التاريخية وقلعة الحصن وأجزاء من دمشق القديمة، تأثرت بالقتال بحسب منظمة «اليونيسكو». وفي الأيام القليلة الماضية، انضمّت أسواق حلب التراثية التي تمتد على طول كيلومترات، والتي وصفتها «اليونيسكو» أيضاً بأنها «تحفة التحف»، إلى دائرة الضحايا العمرانية والتاريخية لحرب الاحتفاظ بالسلطة وبالثروة وبالبلد. انضمّت سوريا إذاً إلى رابطة دول اليُتم التاريخي العربي، إلى جانب العراق وفلسطين. لا نقاش في فداحة الكارثة، لا على علماء الآثار والأنثروبولوجيا والتاريخ ومَن يهتمون بدراسات وأبحاث وسياحة هذين القطاعين فحسب، بل والأهم، على البشرية عموماً، بما أنّ منطقتنا، وسوريا بشكل أساسي، تُعتَبَر من أقدم المناطق التي سكنها الإنسان وشيّد فيها حضارات وأمما. والحديث عن الإبادة الجارية حالياً على آثار سوريا، يستحضر بالضرورة ملف التعاطي مع هذا الإرث طيلة الأربعين عاماً الفائتة، كانت الآثار خلالها شبه مُلكية خاصة لرموز النظام. سُرق خلالها ما سُرق من كافة المحافظات السورية (ما تبقّى في السويداء جنوب البلاد شاهد على حفلة النهب)، وتمّ بيع أجمل ما تركته الحضارات الغابرة، وتمّ التعاطي مع قطاع الآثار السورية مثلما تعامل النظام مع الثروة النفطية، خارج إطار الموازنة السنوية الرسمية. وما كان ينقص الكارثة لكي تكتمل، حصل في نهاية تسعينيات القرن الماضي، مع دخول «الانفتاح الليبرالي» إلى أجندة حكم البعث. وبحجة الانفتاح، وجب تدمير مبانٍ وشوارع تراثية لتوسيع الطرقات (حتى في قلب الأسواق القديمة لدمشق) ولتشييد أبراج وأسواق تجارية مكانها تتّسع لمكاتب شركات الطيران وفروع المصارف الخاصة وشركات التصدير والاستيراد، عصب اقتصاد «الرمرمة»، أو الخصخصة على طريقة رامي مخلوف باللغة الساخرة للسوريين. اليوم، تشهد حلب، من بعد حمص وحماه وغيرهما، تدميراً بالمدافع وصواريخ الطائرات للآثار، أكثر قسوة بلا شكّ مما كان جارياً على شكل سرقة أو تهميش أو خصخصة. السجال حول المسؤولية عن المجزرة بحق الآثار والأحياء التراثية شبيه بالبحث عمَّن يقتل مَن. ثمة من قال، منذ اليوم الأول لبدء الثورة، إنه لن يسمح بمرور «المؤامرة» «مهما كلّف الثمن». ثمن يمكن أن يكون حجراً وبشراً أو كلاهما معا،ً مثلما هو حاصل اليوم. صحيح أنه لا وجود لحرب أبدية، لكن التقديرات لا تزال تشير إلى أن الأمر سيطول. الثمن، بكل المعاني، فادح.

للكاتب نفسه

«شجرة فوبيا»

أرنست خوري 2013-11-27

قام تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) يوم الجمعة الماضية (22 تشرين الثاني/نوفمبر) بقطع «شجرة الكرسي»، وهي شجرة بلّوط تقع قرب بلدة أطمة السورية، يزيد عمرها عن 160 عاماً،...

ليبيا وضحكة القذّافي

أرنست خوري 2013-11-13

لم يعد لرئيس الحكومة الليبية علي زيدان ما يجرّبه في محاولة إحكام قبضة سلطةٍ مركزيةٍ ما على جزء من أراضي البلاد، إلا التلويح بورقتين انتحاريتين خارجتين عن نطاق الصلاحيات النظرية...

هكذا تكلّم "الصندوق"

أرنست خوري 2013-10-30

أخيراً، خرجت البشارة من بيانات صندوق النقد الدولي: أعلى معدلات نمو اقتصادي في أفريقيا (وربما في العالم) للعام 2013، سجّلتهما ليبيا (16.7 في المئة) ودولة جنوب السودان (69.6 في المئة!)....