اكتشاف الماء الساخن!

المصادفة جمعت في باريس التفجيرات الإرهابية البشعة والمؤتمر الدولي عن المناخ الذي سيفتتح في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. هكذا استُحضرت الدراسات العلمية والسوسيولوجية العديدة عن الصلة بين المناخ المتدهور و.. الإرهاب. لكن "قادة العالم" لا يريدون أبداً سماع ما تقول، بل يتكلمون عن الإرهاب كما لو كان معطى مطلقاً، جاء ـ وتوسع ـ لسبب غامض. وحين يحلل بعضهم، يتكلم عن الميل التكويني للعنف في
2015-11-26

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
صادق طعمة-العراق

المصادفة جمعت في باريس التفجيرات الإرهابية البشعة والمؤتمر الدولي عن المناخ الذي سيفتتح في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. هكذا استُحضرت الدراسات العلمية والسوسيولوجية العديدة عن الصلة بين المناخ المتدهور و.. الإرهاب. لكن "قادة العالم" لا يريدون أبداً سماع ما تقول، بل يتكلمون عن الإرهاب كما لو كان معطى مطلقاً، جاء ـ وتوسع ـ لسبب غامض. وحين يحلل بعضهم، يتكلم عن الميل التكويني للعنف في الإسلام، كما لو كان تاريخ الديانات الأخرى ليس مختنقاً بالدماء المسفوكة وبالوحشية منقطعة النظير. ويروحون إلى مزيد من العنف، وينفخون نفير "إلى الحرب"، الشاملة والدائمة.. رغم علمهم اليقين أنها لا تَحل شيئا بل تُفاقِم الموقف وتستولده عنفاً أشد. ويزايدون بعضهم على بعض في الفحولة، فيقترح مؤخرا وزير الدفاع الفرنسي قصف "مدينة الموصل" علاوة على الرقة! فيا لأهلنا المساكين هناك، أسرى داعش وأسرى هذا الجنون. ويا للسادة يقلّدون بوش غير عابئين بالمسخرة ولا بدروس التاريخ، رغم تكرارها.
ذلك أن الإقرار بالصلة بين الأشياء مكلف. فهناك أولاً جمل تُكرَّر لمجرد جماليتها: العالم المعاصر أصبح "قرية كبيرة واحدة". فلو هو كذلك، فكيف يمكن لمناطق وشعوب منه أن تكون في وضعها المزري والمتقهقر بينما تتباهى أماكن أخرى برفاهها. ولماذا يَعصى إدراك أثر الاحتباس الحراري وما يتأتى عنه من موجات جفاف حاد ودمار للزرع والضرع، وكوارث الأعاصير الجائحة، على حياة الملايين، يجوعون وينزحون ويتشردون ويفنون بينما يَحضر من يقول لهم إنه عقاب إلهي، ومن يُغري بعضهم بتمردات، عدميتها لا تلغي دمويتها. أمثلة منطقة الجزيرة في شمال سوريا (حيث الرقة!) بالغة الفصاحة، فهي نُكبت منذ 2007 بجفاف غير مسبوق (وبتجاهل السلطة التام لها)، ونزح 300 ألف من زرّاعها في 2008 لعجزهم عن إيجاد الطعام والماء.. وكذلك الحال في منطقة الساحل الكبير الأفريقية التي تتاخم بلدان المغرب العربي الكبير. والمتوقع في مقبل السنين أفظع، وهو يشمل مجمل المنطقة.. وبقاعا أخرى من العالم.
.. وكذلك مضى على المتحدرين من الهجرة، ممن استُجلب أجدادُهم من أبناء المستعمرات السابقة للعمل في المناجم والمصانع ولإعمار أوروبا بعد الحربين العالميتين، سكان "الضواحي"، مضى عليهم سنوات وهم يصرخون فقرهم والبطالة المتفشية بينهم واضطهادهم بالعنصرية والإهمال.. بلا اكتراث. كل ذلك لا يبرر الظواهر المشهودة، كبيرها، وصغيرها (من قبيل الانحرافات السلوكية الشائعة). ولكن تفسير العالم من دون التعرف على أحواله أمر سخيف ومشين.    

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...