جَسَّد العنف المزداد عصفاً بمنطقتنا صواب مقولة لطالما رددتها الحركات النسوية: الحروب وَبال على الجميع، إلا أن النساء يقفن في مقدمة ضحاياها. لا يقال هذا تأكيداً لـ"تفوق" ما ضمن تراتبية مأساوية، ولا تهويلاً أو إمعاناً في الشكوى. هو الواقع والسلام. وهذه حال تأتي لتضاف إلى وضع بائس أصلاً يخصهن (اجتماعي واقتصادي وسياسي وقانوني..)، على الرغم من التقدم المسجل في العديد من المجالات، وخاصة في تحصيل التعليم وفي الخروج للعمل. لا يكفي! هذا أولاً. والتقدم المتحقق معرض فعلاً للانتكاس.
هذا النقص وذاك التهديد هو ما تناولته كاتباتنا هنا، وهُنَّ باحثات وأستاذات وصحافيات.. متعددات الانتماءات الفكرية ومنتشرات على الرقعة العربية من أقصاها إلى أقصاها. وهنَّ أيضاً فنانات مبدعات، رسامات ومصورات فوتوغرافيات وشاعرات ومغنيات.. مختلفات الأعمار والميول والمدارس، ومنتشرات، هنَّ أيضاً، على طول بلداننا وعرضها. مختلفات التجارب الخاصة والعامة، ولكنهن مُجمعات على التأكيد على ذواتهن بإطلاق الصّفة: كإنسان. وليس أقل. ملقياتٍ جانباً بأي تبرير أو تحفّظ.
ولأنّهن يعرفن أن ثمن التحرر (دوماً) باهظ، فهن يدفعنه في الخيارات التي يتبنين، كما يتطلبن من أنفسهن الأفضل فيفرضن الإقرار بهن. ولكنهن يناهضن فكرة أنهن "استثناء"، وهو ما يقف بوجه موقف شائع قد يعترف بجدارة بعضهن أو حتى بتفوقهن، على أساس الإبقاء على سائر النساء في مكانة أدنى.
هذا عدد من "السفير العربي" صاغته نساء. من ألفه الى يائه. وقد اتخذنا من اليوم العالمي للمرأة في 8 آذار/مارس ذريعة لهذا التمرين. فاضت النصوص فاضطررنا إلى وقف استقبال المساهمات. وضاق الورق فأتممنا النشر على موقعنا الالكتروني.
هُنَّ يتحدثن هنا عن أوضاع وهموم قريناتهن، ولكنهن أيضا يتناولن شؤون المجتمع عموماً كما يرينها. ويخرج من كل هذا صوت ورؤية (وأصوات ورؤى) لم يعد من الممكن حجبها. تتعدد أوجه المطالب والمطالبات التي تخص النساء والتي ما زالت للإنجاز، ولكنها كلها ترسو على الحق في المساواة التامة: قانوناً وفي التطبيق وفي النظرة وفي العقول وداخل النفوس، من دون التنازل عن شيء، ومن دون اللجوء للتشبه بالرجال او تقليدهم ليفزن بالحق. بل يبقين كما يشتهين. ما يعني الانتهاء من النظام الأبوي برمته: ولما لا، طالما أساسه المادي زال أو هو الى زوال.
إفتتاحية
هُنّ!
جَسَّد العنف المزداد عصفاً بمنطقتنا صواب مقولة لطالما رددتها الحركات النسوية: الحروب وَبال على الجميع، إلا أن النساء يقفن في مقدمة ضحاياها. لا يقال هذا تأكيداً لـ"تفوق" ما ضمن تراتبية مأساوية، ولا تهويلاً أو إمعاناً في الشكوى. هو الواقع والسلام. وهذه حال تأتي لتضاف إلى وضع بائس أصلاً يخصهن (اجتماعي واقتصادي وسياسي وقانوني..)، على الرغم من التقدم المسجل في العديد من المجالات،
2015-03-05
شارك
للكاتب نفسه
ماذا الآن؟
نهلة الشهال 2024-03-15
وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...
غزة تقاوِم وتسجّل بداية تاريخ جديد
نهلة الشهال 2024-02-29
لأن العجز كان يضاعف الألم، فقد سعينا إلى مرافقة غزة بواسطة السلاح الذي بين يدينا: الكلمة والكشف عما يجري ومقارعة الرواية المزورة
قصة شهادة "البعثات المدنية" عن معركة جنين (2002)
نهلة الشهال 2024-02-21
ليست ذكريات (فحسب)، بل للقول أن المشروع الصهيوني مستمر، بغض النظر عن أحداث تقع هنا أو هناك وتُتخذ حجة للقتل والابادة. بل هو يتعاظم، وقد وصل اليوم الى حد الجنون...