عَودٌ الى بعض السياسة

مدهشة «الخيبة» من توّفر حل سياسي لأزمة اللحظة في سوريا. فلنسمها «أزمة الكيماوي»، فهي ستدخل التاريخ كما دخلته سالفتها، «أزمة الصواريخ» في كوبا بعد محاولة الانزال في «خليج الخنازير». والمقارنة تتوقف عند هذا الحد، أي درجة الاستنفار والتدخل الدوليان، وهو كان ثنائي القطبية آنذاك، كما اليوم، وترتبت على مخرجاته نتائج.. سياسية. مدهشة لأنها تدل على أن
2013-09-11

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

مدهشة «الخيبة» من توّفر حل سياسي لأزمة اللحظة في سوريا. فلنسمها «أزمة الكيماوي»، فهي ستدخل التاريخ كما دخلته سالفتها، «أزمة الصواريخ» في كوبا بعد محاولة الانزال في «خليج الخنازير». والمقارنة تتوقف عند هذا الحد، أي درجة الاستنفار والتدخل الدوليان، وهو كان ثنائي القطبية آنذاك، كما اليوم، وترتبت على مخرجاته نتائج.. سياسية. مدهشة لأنها تدل على أن اصحابها أملوا بتوجيه ضربات عسكرية لبلادهم، والأنكى انهم طلبوها حتى وإن كانت بلا فائدة، بل ربما، وبشكلٍ ما مدعِّمة للنظام /الضحية (كان سيصبح كذلك حينها). ومدهشة، لأنها تثبت من جديد كم أن ما يدور في سوريا قد فقد عقله السياسي، وبات حرب داحس والغبراء. وفي هذا، بداية، ظلمٌ للانتفاضة الشعبية السورية التي قاومت نظاماً هو من بين الاشرس في العالم، لا يعرف التسويات ولا منطقها، ولا يتَّبع الا لغة «الى الأبد» التي تعني حتى النهاية، وهو ماضٍ إليها.
توفرت إذاً امكانية لأن يوضع لهذا النظام قيدٌ. وهذا ليس تدبيرا تقنيا بل هو خطوة سياسية. للمرة الاولى ربما منذ بدء حمام الدم، يؤدي التفاوض الدولي الى نتيجة ملموسة، تسوية محددة. والتسويات تعريفاً ليست اقتلاعاً لجهة أو لمصالحها. هل هذا كافٍ؟ بالمطلق: لا. ولكن معطيات خارطة الصراع الدائر تؤكد بأنه لا ضربة قاضية. علاوة على أن «الضربة» العسكرية التي لاحت في الأفق لم تكن كذلك، كما أن أبطالها كانوا، وبالمطلق أيضاً، أعداء. وحتى عند الإبقاء على احتمال وقوع مفاجآت مزلزِلة، فما سيلي يوحي بقوة بأن ما يحتاجه الاجتماع السوري اليوم هو بلورة التوافقات: وأولها توافقات واضحة بين المعارضات، أو بين من يمكنه التوافق معاً من بينها، ليتحول ذلك الى بوصلة سياسية، والى معيار للاستقطاب والفرز.. وللصراع. أيّ سوريا غداً ليس سؤالا نافلا، ولا ترفاً، وهو ليس قابلا للتأجيل بانتظار زوال النظام، ولا تكفي للإجابة عليه تصريحات رفع العتب التي ترد أحياناً ومن بعض الجهات.. بل لعله أحد أهم شروط التمكن من تجاوز الحرب القبلية ـ الطائفية المستعرة، والذعر العام الذي بات سائدا من نتائجها، لدحر الجهتين المتوحشتين اللتين تتقاتلان اليوم... واستعادة السياسة.

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...