عين على أميركا

ما زال أمام العالم متسع من الوقت قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حين سيتنافس ميت رومني وباراك أوباما. هناك ميل في المنطقة العربية إلى اعتبار ذلك «الموعد» لحظة مصيرية... افتراض أن رومني، المرشح الجمهوري المورموني المحافظ، والذي اختار أحد ابرز النيوليبراليين كنائب له، سيتجه فوراً لإشعال العالم بالحروب، والى ضرب سوريا (لو بقي النظام السوري على شراسته حتى
2012-09-05

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

ما زال أمام العالم متسع من الوقت قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حين سيتنافس ميت رومني وباراك أوباما. هناك ميل في المنطقة العربية إلى اعتبار ذلك «الموعد» لحظة مصيرية... افتراض أن رومني، المرشح الجمهوري المورموني المحافظ، والذي اختار أحد ابرز النيوليبراليين كنائب له، سيتجه فوراً لإشعال العالم بالحروب، والى ضرب سوريا (لو بقي النظام السوري على شراسته حتى ذلك الحين، أو لو بقي فحسب)، وسيعطي إسرائيل الضوء الأخضر للهجوم على إيران ويساعدها في عملياتها. بل هو سيؤدب روسيا والصين، فيوبخ الأخيرة لتلاعبها بعملتها، ويفرض عليها عقوبات! وكأن الأمر يتعلق بالأهواء، بينما المصالح تقول إن أميركا باتت لا تعتمد إلا بنسبة 10 في المئة على نفط الشرق الأوسط، التي اصبحت منطقة ثانوية بنظرها مقارنة بدائرة آسيا/ الباسيفيكي، وأن الهاجس الأكبر لديها هو تداخل اقتصادها بالاقتصاد الصيني بشكل لا فكاك منه. يسند رومني هجومه على إيمانه بـ»استثنائية» أميركا وتمثيلها للخير الأصلي، صفات تجعل منها قائداً ضرورياً للعالم. ولكن البهورة شيء والواقع شيء آخر. يعتمد رومني خطاباً ومفردات تبدو عتيقة من فرط انتفاخها ومحليتها. ولكنه لا يقول، فعلياً، شيئاً مختلفاً عن أوباما. فهذا الأخير أطلق وعوداً حمائمية كثيرة، ثم وازنها في الواقع، وعلى طول الخط، وفق «ضربة على الحافر وضربة على المسمار». يعد رومني بالحفاظ على حصة الدفاع من الموازنة، بل سيرفعها (وهي هائلة أصلاً، تمثل 4 في المئة من الناتج الوطني الخام، أو 700 مليار دولار سنوياً حالياً)، ويتوعد بضرورة «إشعار» إيران «بجدية العقوبات» وبأن العمل الحربي يبقى وارداً (مبدئياً)... فقال فيه ساخراً كبيرُ معلقي الهيرالد تريبيون إنه «لم يصادف حرباً لا يرغب رومني بشنها». ولكن المسائل الدولية تأخذ حيزاً صغيراً للغاية من اهتمام الأميركيين، وليست هي ما يحدد اتجاهات التصويت لديهم. ولا شك في أن الانقياد إلى مغامرة عسكرية واسعة تتسبب بخسائر، ليس وارداً في أذهانهم بعد تجربتي أفغانستان والعراق الكارثيتين. لذا يبقى لرومني إصدار كتب عناوينها «لا اعتذار»، واجترار الفكرة نفسها لمداعبة إحساس الفخر الأمريكي البدائي. أما الفيصل فهي التدابير والمشاريع الداخلية، المتعلقة بالضرائب وبالصحة والسكن... وفي هذه، يتفارق المرشحان بوضوح. ولعلنا نتمنى للأميركان تفادي رومني... رأفة بهم وليس بنا!

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...