مقتل المقداد مجلي: صحافي لا يعوّض

كان المقداد واحداً من أهم صحافيي الأزمة الإنسانية في اليمن خلال الأعوام الماضية. وخلال هذه الحرب الأخيرة تحديدا، كانت تقاريره الإعلامية (بلغات مختلفة) هي بلا مبالغة أهم محتوى يصل العالم باستمرار من اليمن عن الوضع الإنساني، بمهنية واقتدار وأكثر من ذلك، بصمت. كان أباً لطفل في السادسة من عمره وشخصاً مكافحاً ومحباً وشغوفاً ومخلصاً أيما إخلاص لقضايا الإنسان وأوجاعه. وأهم من ذلك، كان صحافياً مهنياً
2016-01-21

شارك

كان المقداد واحداً من أهم صحافيي الأزمة الإنسانية في اليمن خلال الأعوام الماضية. وخلال هذه الحرب الأخيرة تحديدا، كانت تقاريره الإعلامية (بلغات مختلفة) هي بلا مبالغة أهم محتوى يصل العالم باستمرار من اليمن عن الوضع الإنساني، بمهنية واقتدار وأكثر من ذلك، بصمت. كان أباً لطفل في السادسة من عمره وشخصاً مكافحاً ومحباً وشغوفاً ومخلصاً أيما إخلاص لقضايا الإنسان وأوجاعه. وأهم من ذلك، كان صحافياً مهنياً نموذجياً ومجهولاً، متخففا من أي انحيازات غير سوية، يعمل فقط من أجل أن يروي قصة اليمن الحزين للعالم (وخاصة الرأي العام العالمي) مترفعا ومبتعدا عن كل المهاترات والمعارك والاصطفافات ومخلصاً لشيء واحد و أساسي: الصحافة والكتابة... كانت تقاريره لشبكة الأنباء الإنسانية IRIN هي العمل الوحيد الدائم والمتماسك والدقيق من اليمن عن مأساوية الحروب الدائرة. يوم الجمعة المنصرم، قضى المقداد أكثر من ساعة على الهاتف في حديث مع مديرته في بيروت يشرح لها القصص الإنسانية التي يريد أن يعمل عليها للفترة القادمة وكيف يريد الكتابة عنها.. صباح 17-1، توجه المقداد الى حمام جارف لتغطية الأخبار من هناك، لكن طائرات "التحالف العربي" شنت ضربة جوية قتل فيها المقداد وجرح وقتل فيها صحافيون آخرون أيضاً..

من صفحة فارع المسلمي (عن فايسبوك)