أحوال الصحافة

لم يؤلمني شيء بقدر مقال الأستاذ محمد موسى الأخير في الشروق. همّ الرجل الشخصي تحوّل عند كثيرين إلى شهادة من أبناء المهنة بأنها انتهت. وأن كل من يعملون بها ما هم إلا قطيع يشارك في نشر الأخبار المفبركة واستغفال القارئ والمشاهد. ساعد الصحافي المخضرم كثيرين من زملائي في بدايات عملهم. نقل لهم خبرته العريضة في الكتابة الاحترافية وإعداد التقارير وتحضير الحلقات. ردود الفعل على المقال تحوّلت بشكل
2015-08-20

شارك

لم يؤلمني شيء بقدر مقال الأستاذ محمد موسى الأخير في الشروق. همّ الرجل الشخصي تحوّل عند كثيرين إلى شهادة من أبناء المهنة بأنها انتهت. وأن كل من يعملون بها ما هم إلا قطيع يشارك في نشر الأخبار المفبركة واستغفال القارئ والمشاهد.
ساعد الصحافي المخضرم كثيرين من زملائي في بدايات عملهم. نقل لهم خبرته العريضة في الكتابة الاحترافية وإعداد التقارير وتحضير الحلقات. ردود الفعل على المقال تحوّلت بشكل سريع إلى رثاء للصحافة وإغفال لطاقات لم يمنعها كل ما ذكره المقال وغيره من المقالات عن سوء حال المهنة من المغامرة ورفض أن يكون هذا هو الفصل الأخير. لم تتحول صور وفيديو إسلام أسامة وزملائه للحظة قتل شيماء الصباغ إلى أيقونة ولحظة مؤثرة وجرافيتي في شوارع برلين فقط، لكنها أصبحت دليل إدانة في المحكمة، وضَع القاتل خلف القضبان. قد يخرج يوماً ما لكنّنا لم نقف صامتين على الأقل.
في ورشة للصحافة، تسألنا المدربة عن سجل أعمالنا، وحين يصل الدور إلى صفاء تحكي بخجل وتواضع كيف تنقّلت في اليمن وحدها بين صفوف الحوثيين وصوّرت بكاميرا صغيرة أبناء القتلى في الحروب الأولى وقد تحوّلوا إلى مقاتلين لا تقدر أكتافهم النحيلة على حمل السلاح. كانت صفاء أول من كتب عن باب المندب، وقبلها كانت تلتقي طرفي الصراع في ليبيا لتعود بقصص لم نكن لنراها لولا شجاعتها...

من صفحة ahmed khair eldeen (فايسبوك)