صدمة

من يومين كنت باشتري هدية من محل معروف، وسألتهم إن كان ينفع يلفوها، فشاوروا لي على ركن مخصوص في المحل للغرض ده. في الركن كان فيه ست سمراء نحيفة وكبيرة في السن أخدت مني الهدية عشان تلفها وقعدت تتكلم معايا بود شديد ولطف. طول ما هي بتلف الهدية أنا مستغربة إنها بتلفها ببطء، وإنها بتقص الورق بشكل معوج زي ما تكون طفل لسة بيتعلم القص، وإنها كل شوية تعيد وتزيد في اللي عملته وترجع له تاني عشان
2015-07-29

شارك

من يومين كنت باشتري هدية من محل معروف، وسألتهم إن كان ينفع يلفوها، فشاوروا لي على ركن مخصوص في المحل للغرض ده.
في الركن كان فيه ست سمراء نحيفة وكبيرة في السن أخدت مني الهدية عشان تلفها وقعدت تتكلم معايا بود شديد ولطف. طول ما هي بتلف الهدية أنا مستغربة إنها بتلفها ببطء، وإنها بتقص الورق بشكل معوج زي ما تكون طفل لسة بيتعلم القص، وإنها كل شوية تعيد وتزيد في اللي عملته وترجع له تاني عشان تحاول تصلحه، وهي بتأكد لي إن كل ده مش حيبان في النهاية.
بشكل شخصي ما كانش فارق معايا، بس كنت مستغربة إن محل كبير مشغل حد قدراته محدودة بوضوح كده. كان التفسير المنطقي بالنسبة لي إن الست دي كبيرة في السن، فغالباً حتكون شغالة معاهم بقالها مدة، وإن الوظيفة اللي هي بتعملها مجانية فمحدش من الزباين حيتضرر في النهاية.
العجيب إنها بعد كل ده قدرت تلف الهدية بشكل أنيق ما بانش فيه أي عيب من العيوب اللي كنت ملاحظاها.
الأعجب، إنها في اللحظة اللي كانت بتودعني فيها وهي بتسألني على اسمي، وبتقول لي لما تيجي الفرع ده تاني ابقي تعالي سلمي عليا، كنت أنا بمدّ إيدي بالسلام، علشان أفاجأ إنها ما شافتش إيدي اللي فضلت متعلقة في الهوا مدة.
للحظة مفهمتش اللي حصل.
وبعدين فجأة استوعبت الموقف.. وفهمت إني كنت بتعامل مع ضريرة وأنا مش حاسة. واتكسفت من نفسي. حسيت إن الواحد صغير جداً. وإننا من غير ما نشعر، منطلق أحكام مسبقة من دماغنا على البشر واحنا ما نعرفش عنهم حاجة. وبنبقى حاسين إننا عملنا حاجة كبيرة علشان صبرنا على حدّ، في حين الحقيقة يعني إن هم اللي صبروا علينا..
الواحد بيحتاج القلم اللي بيفوق من ده من وقت للتاني.

من صفحة Soha Hammam على فايسبوك


وسوم: العدد 154