قصاصات من أوراق زينب المهدي

(زينب المهدي، 22 عاماً، شابة مصرية انتحرت الشهر الماضي). حتى أيامي الأخيرة، لم أكن أدرك أني على صلة قريبة بهذا الهاجس الذي ننفر منه جميعاً، وهي الحقيقة الوحيدة التي نعرفها ونتجاهلها. "الموت". تعرّفت إليه عدّة مرات... عرفته كثيراً وكان كل فراق بمرارة مختلفة. لكني نهايةً تعوّدت عليه. ومن منّا لا يعرف الموت؟ في البدء، تعرفت عليه في موت بعض أقاربي (قد لا تهمّ أسماؤهم
2015-01-01

شارك

(زينب المهدي، 22 عاماً، شابة مصرية انتحرت الشهر الماضي).
حتى أيامي الأخيرة، لم أكن أدرك أني على صلة قريبة بهذا الهاجس الذي ننفر منه جميعاً، وهي الحقيقة الوحيدة التي نعرفها ونتجاهلها. "الموت".
تعرّفت إليه عدّة مرات... عرفته كثيراً وكان كل فراق بمرارة مختلفة. لكني نهايةً تعوّدت عليه. ومن منّا لا يعرف الموت؟
في البدء، تعرفت عليه في موت بعض أقاربي (قد لا تهمّ أسماؤهم الآن فأنتم لن تتذكروهم تماماً كما ستنسونني). لكن، مع الوقت، صار مُلازماً لي وخاصة في سنواتي الأخيرة... بدأت هذه الصداقة العجيبة منذ انطلقت الرصاصة الأولى في جسد أول متظاهر مصري في السويس مطلع العام 2011، وحينها كنت على بعد عشرات الكيلومترات من هذا الموت، من ثمّ على بُعد لحظات من عربة الأمن التي كانت تقتلنا من ميدان إلى آخر، ونجوت كثيراً. كل مرة يرافقني ويذيقني مرارةً ثم يخبو لشهور ويعود ثانيةً. كنتُ في بداياته أتفاجأ به لكنني تعلمت كيف أتوقعه، وفي النهاية قررت مداهمته وانتحرت.
هذه قصتي باختصار مع الحياة أو مع الموت، مع حياتكم ومع موتي المفاجئ لكم، أو هكذا تجملتم حين سمعتم خبر رحيلي (المفاجئ!)

من مدونة "شيء بقلبي" المصرية