ليبيا اليوم؟

هل شاهدتَ مشاريع استثمارية قدمت استفادة وساهمت في قتل البطالة والتخفيف من معاناة المواطن البسيط؟ أخبرني عن منظومة التعليم المكدّسة بالفساد وجيل لم ينفتح على وسائل تعليمية متطوّرة ولغات تعبر به أجنحة العالم، عن طرقات متعطّشة للإسفلت، عن ساحل يفتقد لعمار يضخّ ثروة أكبر من ثروة النفط، عن انهيار بنية الكهرباء، عن هبوط قطاع الصحة في قاع الخدمات مما نتج عنه ضياع لأرواح في مهبّ الريح، عن العملة الليبية وسقوطها المفجع بسبب تجّار السوق السوداء وتماسيح قطاع المصارف، عن غياب إدارة حكيمة للنوادي الرياضية التي تحتضن أكبر نسبة من الشباب الموهوبين، عن هرولة لصوص رغيف الخبز دون رادع، عن اجتثاث المساحات الخضراء واستبدلها بأكوام الإسمنت التجارية، عن غياب الجامعات الأكاديمية، والمكتبات العامة والمسارح ودور العرض وقاعات للمعارض ونوتة الموسيقى، عن غياب لشبكة مواصلات برية وبحرية داخلية تخفف وحشة الطرقات المتشحة بالرصاص، عن شبكة طيران ومطارات تحظي بنجمة في العالم الثالث، عن جواز سفر محترم يسمح لك بعبور هذا العالم بلا عناء، عن حدود مفتوحة استباحها الجميع دون رقيب، عن أحلام الشباب وارتطام طموحاتهم على الصخور الصماء.
2017-03-03

شارك

هل شاهدتَ مشاريع استثمارية قدمت استفادة وساهمت في قتل البطالة والتخفيف من معاناة المواطن البسيط؟ أخبرني عن منظومة التعليم المكدّسة بالفساد وجيل لم ينفتح على وسائل تعليمية متطوّرة ولغات تعبر به أجنحة العالم، عن طرقات متعطّشة للإسفلت، عن ساحل يفتقد لعمار يضخّ ثروة أكبر من ثروة النفط، عن انهيار بنية الكهرباء، عن هبوط قطاع الصحة في قاع الخدمات مما نتج عنه ضياع لأرواح في مهبّ الريح، عن العملة الليبية وسقوطها المفجع بسبب تجّار السوق السوداء وتماسيح قطاع المصارف، عن غياب إدارة حكيمة للنوادي الرياضية التي تحتضن أكبر نسبة من الشباب الموهوبين، عن هرولة لصوص رغيف الخبز دون رادع، عن اجتثاث المساحات الخضراء واستبدلها بأكوام الإسمنت التجارية، عن غياب الجامعات الأكاديمية، والمكتبات العامة والمسارح ودور العرض وقاعات للمعارض ونوتة الموسيقى، عن غياب لشبكة مواصلات برية وبحرية داخلية تخفف وحشة الطرقات المتشحة بالرصاص، عن شبكة طيران ومطارات تحظي بنجمة في العالم الثالث، عن جواز سفر محترم يسمح لك بعبور هذا العالم بلا عناء، عن حدود مفتوحة استباحها الجميع دون رقيب، عن أحلام الشباب وارتطام طموحاتهم على الصخور الصماء.

 

من مدوّنة أحلام البدري " أحلام وضَوء المنارة"

 


وسوم: العدد 232