الحب في ظل النكبة

المشهد الأول:سألته يوماً: «كيف من زمان، لما كانت الناس تسافر، وفجأة يحبوا اتنين بعضهن في بلد غريبة خلال زيارة سياحية. وفجأة يرجع كل واحد منهن على بلده. كيف كانوا يضلهن على تواصل، يكملوا يحبوا بعض، وفي كتير من المرات يعملوا عيلة سوا.. قبل ما يكون في إنترنت وهواتف ذكية؟».أجابني: «لأنه وقتها كانت الناس تسافر عند بعض من غير فيزا. ومكنش في حدود انحطت
2014-05-14

شارك

المشهد الأول:
سألته يوماً: «كيف من زمان، لما كانت الناس تسافر، وفجأة يحبوا اتنين بعضهن في بلد غريبة خلال زيارة سياحية. وفجأة يرجع كل واحد منهن على بلده. كيف كانوا يضلهن على تواصل، يكملوا يحبوا بعض، وفي كتير من المرات يعملوا عيلة سوا.. قبل ما يكون في إنترنت وهواتف ذكية؟».
أجابني: «لأنه وقتها كانت الناس تسافر عند بعض من غير فيزا. ومكنش في حدود انحطت بينهم».

المشهد الثاني:
قبل أن يترك بيروت بيوم واحد ليعود إلى القاهرة، أرسل لي رسالة قائلا: «أول مرة بكون برا مصر وبمشي لوحدي في الشارع. بس بكلمك وبتردي عليا. وبتخيلك وإنتي بتوصفيلي شوارع بيروت. بشوفك هنا. تشبهي الشوارع دي جداً. كأنك متربية فيها. وبسمع أسماء المناطق بصوتك. وأنا بحكيلك حاجة بحس إني مش محتاج أشرحلك جغرافياً مكانها. لا يمكن تكوني عمرك ما جيتي هنا».

المشهد الثالث:
لا يمكنني أن أصل بيروت التي تبعد عني، عن عكّا، حوالي 116 كم. ولا أن أصل القاهرة إلا مع تأشيرة دخول.

المشهد الرابع:
حين كتبت يوماً ما ضد فنانة «فلسطينية» مثّلت إسرائيل في محافل دولية، هنالك من سألني: «شو عندك إشي شخصي ضدها؟». كنت أريد أن أبدأ إجابتي بجملة «رَدح»: «معها!؟ لا يا روح أُمك!».
لكني أجبته: «قضيتي مع الاحتلال هي قضية شخصية».

من مدونة «زغرودة» (تنشر بالتزامن)