في فك أحاجي الحدث السوري

نهلة الشهال | 17-10-2019

الكل رابح: روسيا وتركيا وإيران وأمريكا وحتى دمشق. عدا الأكراد طبعاً وكالعادة. وعدا من قضوا في حرب لا لزوم لها، كالعادة أيضاً. قليلة هي المناسبات التي تكشف بهذا المقدار خواء المعطى السوري نفسه، بغض النظر عن الصخب الذي يصدر عنه. وقليلة هي الاحداث الجارية في العالم التي تنضح الى هذا الحد بالسيناريو المكشوف، مثل فيلم رديء!

مواضيع
"لأنَّهم دواعش".. عن عراقيين لم يخرجوا في التظاهرات

كانت مدن شمال العراق وغربه صامتة، وشبابها كانوا يحدِّثون إحصائية القتلى والجرحى على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. أما إجابة السواد الأعظم من سكان تلك المحافظات "السنيّة" على عدم خروجهم في التظاهرات الشعبية فكانت: سيقولون "عاد الدواعش".


صورة الوطن من الخارج: انفصال والتحام عنيفَان

من شرّع الحدود وأزاح متاريس الطوائف وكيف؟ الفقر والذل والسخط والتعب قدر على ذلك. طرابلس مثلاً تهتف "يا ضاحية، نحن معاك للموت" و"صور، صور، كرمالك بدنا نثور"، وأن سنوات طويلة من التجييش والحشد والتخندق والحقن الطائفي بين "نحن" و"هم" قد انهارت في يوم وليلة، وتلك معجزة، لا أقلّ.


العراق الشاب.. أعزلٌ في وجه "اللادولة"

تندّر السياسيون على دعوات الشباب للتظاهر قبل انطلاقها بساعات. عاملوهم على أنّهم قاصرون. أطلقوا عليهم لفظ "العوام": لا يستطيعون تنظيم أنفسهم، غارقين في الجهل، يصعب فهم لغتهم التي يروّجون فيها لأفكارهم. حقّروهم ووبّخوهم. لم يعتقد أحدٌ بأن هؤلاء "العوام" يمكنهم القيام بما قاموا به، وأنّهم باستطاعتهم تشخيص العلّة الأساسية التي يعاني منها العراق: فساد النظام، وعدم قدرته على الاستمرار.


"الشعب" اللبناني يقول: "هيهات منا الذلة"! (1)

كان الدمار في بيروت "اختيارياً" خلال الايام الثلاثة الماضية، يقول للسلطة: لم يعد هناك أملاك عامة لهذا الشعب سوى مساحة جسد كل متظاهر فوق الشارع. وكلّما زاد بطشكم سيزداد غضبنا. ولأن لا شيء لنا، من الهواء وصولاً إلى الخبز، فسيتم تدمير كل ما تبقّى للسلطة من واجهة.


المواراة والرجاء: العشوائيات في الجزائر

كل شيء تَغيّر بعد 57 عاماً على استقلال الجزائر.. ما عدا الإقصاء الاجتماعي، وقرينه، الإقصاء المجالي. مُساءلة العشوائيات تتعلق بالتفاوتات الاجتماعية – أي ب"اقتصاد الفقر". وفي 2007، قُدِّرعدد المواقع السكنية العشوائية في العاصمة الجزائر بـ569 موقعاً، مما يعني مئات الآلاف من الأشخاص.


فكرة
في امتحان "الشمال" السوري.. حين تصبح الهويات بنادقاً ومتاريساً!

أظهرت التفاصيل العامة في "اتفاقية المنطقة الآمنة"، التي تلقى قبولاً دولياً، أمريكياً وروسياً وحتى إيرانياً، أن الدور السوري– الذي يفترض أنه أساسي ومحوري–هو باهت من كل الجوانب، السياسية والعسكرية والاجتماعية، وأنه أقرب إلى "كومبارس" يتحرك وفق التعليمات من هذه الجهة أو تلك.