التوحش

نهلة الشهال | 10-12-2014

أن يُقتل الناس تحت قصف تتخذ قرارَ القيام به دولٌ "شرعية" منظورة، يدّعي أغلبها التحضر الشديد، لهو توحش شديد. وأن تمارسه دول ـ يُقال لها أحياناً "سلطات" ازدراءً وشكاً في امتلاكها لصفة الدولة كمؤسسة راسخة مستمرة باستقلال عن طاقم الحكم ـ توحّش هو الآخر (تسهل عادة إدانته، بخلاف التبريرات التي تسود حيال ممارسات الدول "المحترمة"). وأن يَقطع داعش أو سواه الرؤوس ويسبي

مواضيع
دولة الخلافة النفطية

من خلال تتبع خطوط تقدم "داعش" في العراق وسوريا، يتضح أنها تختار مناطق سيطرتها بعناية من خلال وضع اليد على حقول النفط واستغلالها، وإن هدف "داعش" في السياق الحالي هو إقامة دولة خلافة نفطية. ويبدو أن الأيدي التي تناوبت على سرقة الريع النفطي، بدءا من سوء إدارة الأنظمة الديكتاتورية في سوريا والعراق لمقدراته وعائداته، وصولاً إلى جماعات الحكم تحت الاحتلال الأميركي، قد أوصلته في


مشاهد من عاصمة أرض الصومال هرجيسا

"هرجيسا" اسم لا يعرفه الغرباء عن الصومال، كما أنه نادر المرور في وسائل الإعلام عامة. فالوداعة والاستقرار اللذان نعمت بهما أرض الصومال على مدى أكثر من عقدين  من الزمن، جعلها في نظر الباحثين عن الخبر المأساوي والمثير، خارج مدار الاهتمام أو المتابعة!


هل ينفض الغبار عن المشانق في الأردن؟

يكاد لا يخلو أسبوع من دون أن تتصدر وسائل الإعلام الأردني مانشيتات صادمة عن جرائم قتل فظيعة ومرعبة، يتحول بعضها لقضايا رأي عام إما لبشاعة القضية أو لجهد أهالي الضحايا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو لتطفّل الإعلام الراغب في تحقيق سبق صحافي في ظل وجود متابعين كثر لقصص القتل والجرائم. تتابع هذه الجرائم وانتشار أخبارها ظهّر في الآونة الأخيرة دعوات ملحة لإنفاذ عقوبة الإعدام وتفعيلها بعد تجميدها


عن الطائفة والدولة في العراق

هنالك منطقان متضادان في مقاربة العلاقة - والصراع - بين الطائفة والدولة في العراق والمنطقة. الأول هو ذلك الذي تتباه النخب "العلمانية"، الليبرالية واليسارية (مع اختلاف منطلقاتها)، ويرى الطائفة بمنظور سلبي كونها تمثل جماعة تنتمي الى فضاء ما قبل الدولة الحديثة، وتتعارض بالتالي مع القيم التي تتبناها تلك النخب، بينما يميل المنطق الثاني الى النظر للدولة باعتبارها كياناً ثانوياً وعابراً


الانتحار: صرخة احتجاج أم يأس من التغيير؟

ربما لا تكون أعداد المنتحرين في مصر ضخمة، لكن بالنظر إليها من زاوية أخرى غير إحصائية، وبالمنظور المجتمعي العام، فهي تعطي مؤشرات على تحول في بنية الشخصية المصرية التي باتت حسب خبراء الصحة النفسية ميالة للاكتئاب والسوداوية، كما أنها تدق ناقوس الخطر حول وجود أزمات سياسية واقتصادية حادة في المجتمع لا تستطيع فئات كثيرة التعاطي معها، والتكيف مع وطأتها، فضلا عن أن البُعد الديني الذي كان يعوَّل عليه


أمطار الخير تعارض الحكومة المغربية

عاشت الحكومة المغربية في محنة خلال النصف الثاني من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت. كان هناك جفاف. انتشرت توقعات حول موسم زراعي سيء، وهذه أزمة اقتصادية في بلد فلاحي. سبّب الجفاف؟ الحكومة لا تحارب المنكر ولا تَظهر عليها الهوية الإسلامية. ذهب ولي العهد في أول ظهور ديني له مرفوقا برئيس الوزراء الإسلامي لأداء صلاة الاستسقاء، فنزل المطر مدرارا، بلغ أكثر من 200 ملمتر في أقل من أسبوع ببعض المناطق..


الجزائر: مواطنون بتمام معنى الكلمة وأنصاف مواطنين

غذت معركةٌ لفظية بين علي حداد، الملياردير الجزائري وصاحب شركة للأشغال العمومية، ولويزة حنون، زعيمة حزب تروتسكي من المعارضة "المرخص لها"، نقاشا يكشف تطوّرَ نظام السلطة في الجزائر في هذه الفترة الموسومة بشلل الحياة العامة.   المال: منظورية جديدة   رئيسة حزب العمال، التي تأسف لما أسمته "برلسكة" (من برلوسكوني) النظام، اتهمت


ما الذي لم تقله يا ميخائيل؟

لم يكن الطريق طويلاً بين مكتبه وبيته. نزلا الدرج بتمهل حذر تقتضيه العتمة، وتوقف المصعد الكهربائي. أستمهله على الرصيف قبل أن يسارع نحو "الكراج" العميق، ليُخْرِج من جوفه سيارته نظيفة لامعة. لم يعد بالإمكان إبلاغه أنه يفضل المشي على ركوب السيارة، وأن المسافة بين المكانَين لا تحتاج أكثر من عشرين دقيقة، تكون لهما فسحة للارتطام الرفيق بالسابلة المثقلين تحت أكياس حمولاتهم، ولتعقب


تطورات بترولية وحرب استنزاف

مثلما هي الحال مع اجتماعات منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) في السنوات الأخيرة، فإن اجتماعها نصف السنوي أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في فيينا كان قصيراً، لم يستغرق أكثر من خمس ساعات، وخلص في نهايته إلى الإبقاء على المعدل الإنتاجي للدول الأعضاء في حدود 30 مليون برميل يوميا. اعتبر هذا مؤشرا على دخول المنظمة مرحلة جديدة واعترافا بتراجع قدرتها على التأثير رغم ما يمكن أن تؤدي اليه


تقطيع الجسد الأنثوي في الفضاء العام

تبحث المخرجة عن بطل الحومة (الحي) الشجاع. لقد قام بما لم يخطر ببال أحد. يتضح أنه في السجن، لكن التصوير هناك ممنوع. وحارس السجن يعتبر الكاميرا مصيبة. تعود المخرجة لتسأل شبان الحومة عن المجرم. يوضحون لها أنه بطل. ولديهم الحجج ضد الضحايا، وبما أنهن نساء فلا حاجة للإثباتات.هذا ما تناولته المخرجة التونسية كوثر بنهنية في فيلمها الجريء


مخيم البقعة في الأردن مواجهة "داعش" بالقضية الفلسطينية

يحاول المسؤولون الأردنيون التقليل من خطر "داعش"، ويعتقدون ان الأردن عصي عليه. في المقابل، لا يخفي محللون سياسيون مخاوفهم من أن يكون الشق الاقليمي (أردني – فلسطيني) لا الطائفي، هو حصان طروادة لدخول "داعش" الى البلاد، ويعتبرون أن الجبهة الداخلية هي جدار الحماية الاول، لا الخيار الأمني، فالاولى حين تكون قوية تفتت أية حاضنة اجتماعية للسلفيين. وعلى الرغم من ارتباط التیار السلفي الجهادي


وإذا المواهب سئلت بأي ذنب وئدت؟

خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، أُعلنت في مصر نتيجة الثانوية العامة. وأعقب ذلك كالعادة بدء تلقي رغبات الناجحين للالتحاق بالكليات المختلفة، وهو ما يُعرَف بتنسيق القبول بالجامعات، الذي يجري على ثلاث مراحل حسَب المجموع الذي حصل عليه الطالب. ونظرا لطبيعة المقررات الدراسية ونُظُم التقويم، لا يمكن اعتبار المجموع مؤشرا صادقا على مستوى الطالب أو معبرا عن قدراته المتعددة، فهو لا يدل إلا على القدرة على


في فشل جمعية الحقوق السعودية "حسم"

في أيلول/سبتمبر من عام 2009 أعلن ناشطون سعوديون عن تأسيس "جمعية الحقوق السياسية والمدنية السعودية" تحت المسمى المختصر "حسم". أوضح النشطاء من خلال إعلانهم التأسيسي الأسباب التي دفعتهم لإنشاء الجمعية، وهي تعددت، ولكن أهم ما ورد فيها هو تعرض حقوق الإنسان والحريات الأساسية في المملكة إلى انتهاكات شديدة، وبالأخص بعد حرب الخليج الثانية، وهي الفترة التي زاد بها وعي المواطنين لحقوقهم بحسب ما جاء في


قـصــة نســاء مـن حـلــب

محاولة لإسقاط السلطة في أواخر الليل ومن شرفة المنزلسيبدو الأمر غريباً، حين خرج «مواطن» إلى شرفة منزله في أواخر الليل ليسقط السلطة بصوت عال، مطلقاً عليها أوصافا شنيعة. لم يُسَمِّ رموزها بأسمائهم الحقيقية بل بما يدل عليهم، ويستطيع معرفتهم عموم السوريين دون عناء. لن يسأله أحد من أبناء حيّ «بستان الباشا»: لماذا لا يخرج في تظاهرة، من


الأردن: مـمــــلكة المكارم فــــي زمن الحــقوق

اكتب «مكرمة ملكيّة» على محرك البحث غوغل، حدد نطاق البحث بـ «الاردن» وانتظر النتائج. تدرك حين ظهورها أن لا شيء يحدث في هذا البلد من دون مكرمة: التعليم، الصحة، التوظيف، التنمية وحتى الإفراج عن معتقل على خلفية التعبير عن الرأي، كلها حقوق يتحصل عليها الشعب بمكرمة ملكيّة. يحصل الجيش على النصيب الأكبر من المكارم التي يوزعها النظام، حيث تزايدت حصته مع مرور الوقت، وتنوعت لتشمل


فكرة
اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. بينما نحتفل في هذا اليوم

"لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء من دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت..." (المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948). "لا يعرّض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة" (المادة 5 من الإعلان نفسه). وغيرهما


السيسي ومناماته الأربعة!

كان يا ما كان في قديم الزمان، رجلٌ اسمه الفريق عبد الفتاح السيسي. وبعد سلسلة انتفاضات، وأحداث قلبت مصر رأساً على عقب، قام الرجل بانقلاب عسكريّ، وبات من بعدها الآمر الناهي في تلك البلاد. وفي نهاية ذلك العام، رفعت حالة الطوارئ. وقد خرج الرجل إلى شعبه عبر تسريب صوتيّ يحكي فيه عن رؤاه ومناماته. من هنا يجب على القصّة أن تبدأ، من أحلام القائد العسكري عبد الفتاح السيسي.انشغل يوتيوب، الأسبوع


"من أجلهم"

من معرض للصور الفوتوغرافية على الإنترنت بعنوان "من أجلهم"، أطلقه المكتب الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 تشرين الثاني/نوفمبر)...