عجايب!

نهلة الشهال | 26-11-2014

في مصر، البلد الأكبر في المنطقة، العريق والطليعي والأساسي بكل المقاييس ومن كل الزوايا، كبديهية لا تحتاج لشرح وتفصيل، تدور حركة مصحوبة بنقاش عام واسع الانتشار، لا يمكن وضعها في أي خانة سوى الغرابة. تظهر فجأة دعوة للتظاهر في "28 نوفمبر" (ميزة التاريخ الوحيدة انه يقع يوم جمعة)، يقول أصحابها إنها "انتفاضة الشباب المسلم" أو إن غايتها هي "الدفاع عن الهوية الإسلامية"..

مواضيع
أضواء على أول مجلة نسائية عربية

مجلة "الفتاة" لصاحبتها هند نوفل، هي أول مجلة عربية تخاطب النساء بوجه خاص وتهتم بشؤون المرأة. وتنتمي هند إلى عائلة مسيحية، والدتها مريم النحاس (1856-1888) مؤلفة كتاب "معرض الحسناء في تراجم مشاهير النساء"، ووالدها نسيم نوفل (1846-1903) من فضلاء طرابلس الشام، وله عدد من المؤلفات والأعمال الأدبية، وكان يتولى إدارة مكتب المجلة. وقد هاجر الأبوان إلى مصر في سبعينيات القرن التاسع


الغموض يلف التنقيب عن النفط في القرن الأفريقي

في سريّة تامة، ومن دون تغطية إعلامية تُذكَر، عُقِدَ في 27 نيسان/ابريل الماضي "المنتدى الدولي حول النفط والغاز والمناجم بالصومال" (International Forum on Somalia Oil, Gas & Mining)، وذلك في العاصمة البريطانية، ملقيا بظلال كثيفة حول مستقبل التعامل الرسمي مع الثروة الوطنية بهذه الطريقة السرية والبعيدة عن الشفافية، ولا سيما في ظل ضعف الموقع التفاوضي للحكومة الفيدرالية، غير القادرة


الكنيست الإسرائيليّ كما يُشاهد من غزّة

عادت مشاركة العرب الفلسطينيين في إسرائيل في انتخابات الكنيست لتحتّل نصيب الأسد من جدالات المقاهي وشبكات التواصل. الحدّة التي تتسم بها هذه الجدالات بين أطراف يصعب على مراقب خارجيّ أن يرى بوضوح الحدّ الفاصل بين خلافاتها السياسية والشخصيّة، لا تعكس، للأسف، حالة عصف ذهنيّ أو انقسام ملحوظ في الشّارع العربي الفلسطيني في “إسرائيل” الذي يجنح في غالبيته، تحت تأثير عوامل تراكميّة متعددة،


"هنْلوّنها".. مبادرة لتلوين القاهرة

انتشرت بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي منذ حوالي الشهرين صور لسلالم ملونة في القاهرة، وتحديدا في منطقة ماسبيرو، الصور لسلم كوبري السادس من أكتوبر، درجات السلم ملونة بألوان مختلفة، وعليها أسماك ثلاثية الأبعاد. كانت تلك الصور وفق تعليقات المتابعين تمثل مصدرا من مصادر قليلة للبهجة في وضع سياسي واجتماعي سيئ تمر به البلاد. المبادرة تحمل اسم "هنْلوِّنها"، شعارها حزام ناسف يفجر


من البوعزيزي الى زينب المهدي: أيقنة فعل؟

نلحظ، في ما يخصّ"الانتحار" كفعل احتجاج، انزياحاً لاعقلانيا صوب المربع الماورائي الديني، في الجدل حول هذا الحدث/الفعل. جدل عقيم إنما ذو دلالات بالغة تطال مناحٍ عدّة في الظاهرة، ليس أكثرها التباسا وسذاجة إدانة الفعل من منطلقٍ قيميّ وشرعيّ. وهو، إلى ذلك، جدلٌ صار يستهلك قسطا وافرا من الأخذ والرد في أوساط الشباب العربي المتأسلم عموما، فضلا، وهو الاهم، عن أنه جدلٌ يحجب بقدر كبير الاسئلة


الاقصى رمق المدينة الأخير

يتجادل الزمان والمكان على دورهما في التاريخ. إن اتسعت رقعة الأحداث الجغرافيّة، يُصبح المكان فضفاضاً بينما يثبّت الزمان بصمته يوماً وعاماً وقرناً. بالمقابل، كلّما مرّ الزمان بعواصفه على وجه مكانٍ واحدٍ، يشحذ هذا المكان مكانته في قلب التاريخ. القضيّة الفلسطينيّة ملأى بصورٍ حادّة للأماكن، حيث ان بيروت أو غزّة ليستا اسمين لمدينتين بقدر ما هما عنوانان لفصولٍ في كتاب تاريخ فلسطين. ولا يُفترض


معنى الحرية ومجازاتها

فاض في العقود الأخيرة الحديث عن الحرية، قبل أن يتوثب جيل جديد من المضرجين بعطرها والمأخوذين بشفاعتها للموت في سبيلها، محاولين استنبات غراسها وأعزاقها وفسائلها، وريّهم بما لا يستوجب: دمهم. وأمست ملاذاً أخيراً لشعوب فقدت صوتها ولغتها وكرامتها.. وتكافح بدماء أبنائها وحناجرهم لاستردادهم بعدما أدركت بما يشبه اليقين، أنها وحدها من يتوجب عليه حكم أرضها - أرض البشر - وهي وحدها مسؤولة كذلك عن سباتها


استقلال موريتانيا لم يكتمل بعد

يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1960، نالت موريتانيا رسميا استقلالها بعدما كانت فرنسا قد غزتها مع مطلع القرن العشرين (بدأ الغزو من الجنوب في 1905 وأعلنت موريتانيا مستعمرة فرنسية في 1920)، ضمن خطة استعمارية لربط مستعمراتها الغربية بتلك في شمال إفريقيا. ووظفت باريس النعرات بين طوائف المجتمع، وعملت على التركيز على إحداث مسخ حضاري للبلاد المستعمَرة. لكن موريتانيا ظلت متمسكة باللغة العربية، حيث اظهر


الجزائر تحتفي بالمخلِّص الفرنسي "رينو"

دشّن الوزير الأول عبد المالك سلال في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، مصنعا لسيارات "رونو سامبول" في وادي تليلات (ولاية وهران)، هو ثمرةُ شراكة أُبرمت في كانون الاول/ ديسمبر 2012 بين الشركة الفرنسية رينو (49 في المئة) من جهة، والشركة الجزائرية للمركبات الصناعية والصندوق الوطني للاستثمار (51 في في المئة)، من جهة أخرى. وحضر حفلَ التدشين وزيران فرنسيان هما وزير الاقتصاد إيمانويل ماكرون،


غرام الدولة بممتلكاتها ...عبادة الملكية في مصر

"أسكت لأغزّك" (فلتصمت وإلا طعنتك )، قالها الصبي الفقير لشاب من ابناء الطبقة المتوسطة، كان ينحدر من جماعة الاخوان المسلمين قبل ان ينصرف عنها، أو هكذا نصا نقل الصديق ضاحكا الحوار القصير جدا مع الصبي الذي اختار ان يهدده ردا على رجاء منه ألا يُقْدم على حرق سيارة بجوار المتحف المصري مساء يوم الاربعاء الثاني من شباط /فبراير (وكان قارصاً) من العام 2011. كان الصبي ورفاقه قد اختاروا


أعوذ بالله من كلمة أنا!

إذا ألقينا نظرة شاملة، وفي لقطة واحدة، على المنطقة بين المحيط والخليج، فماذا نرى؟ إذا اعتبرنا أن التاريخ محطات، فما اسم المحطة التي تعطلت حافلتنا فيها الآن؟ كيف نصِف المرحلة التي نعيشها؟ الظاهرة الأبرز هي داعش ومشتقاتها. تُوهمنا الغيوم فوق الشام والعراق أن الظاهرة تجري هناك فقط. لكن الحقيقة أن الغيوم توجد في كل المنطقة. في المغرب، وهو الأقصى عن بؤرة الصراع، تتم يوميا تعبئة الشبان


قرار رفع الدعم في اليمن: توسيع حرائق الغابة بدل إطفائها

تخبرنا التجربة وبديهيات الفيزياء أن شعلة النار التي تنطفئ عند إلقائها في بركة ماء، هي ذاتها التي تتسبب في انفجار ضخم إن تم رميها على محطة بنزين أو فوق برميل وقود: تختلف النتائج باختلاف المقدمات. هكذا تبدو سياسة رفع الدعم الحكومي عن الوقود ومشتقاته التي يشجّع البنك وصندوق النقد الدوليان حكومات الدول النامية على اتخاذها كوصفة جاهزة لكل مشاكلها الاقتصادية: أياً كانت الأعراض لا


صناعة المِسْخ في التعليم الأجنبي .. والحكومي أيضاً

بدأ التعليم الأجنبي في مصر والشرق لأغراض دينية تبشيرية. وفي دراسة حول "تاريخ التعليم الأجنبي في مصر في القرنين التاسع عشر والعشرين"، تعود إلى الستينيات، يذهب جرجس سلامة إلى أنه على الرغم من وجود مدارس يونانية في مصر في القرن السابع عشر، إلا انها استهدفت أبناء الجالية اليونانية ولم يلتحق بها تلامذة مصريون. ويمكن اعتبار المدرسة التي ألحقها الرهبان الفرنسيسكان (الوافدون إلى مصر) بالكنيسة التي


المملكة في زمن الكورونا

الكورونا أو «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، الفيروس التاجي الذي بدأ يدبّ الذعر في أرجاء السعودية، ويجعل كل كحة أو زكام مرضا عضالاً يستوجب الحجر الصحي. هذا الفيروس ليس وليد الأيام أو الأسابيع الماضية، بل يرجع تاريخ ظهوره لعامين ماضيين، لم تكن فيهما المملكة مدركة لحجم الوباء الذي يدق بابها. اكتشفه طبيب مصري يدعى محمد علي زكريا، تم بعدها اتخاذ خطوات حكومية سريعة... أنهت عمله في


"فروق التوقيت" بين الأجيال والتيارات السياسية في مصر

بعير في وجه حاسوب. هكذا ظهر الفارق بين ثوار يطلقون غضبهم عبر أحدث ما جاد به العلم في مجال الاتصالات، وسلطة أرسلت إليهم الجمال والبغال لتدوسهم في ميدان التحرير، فعادت الدواب القهقرى وهي تحمل على ظهورها بقايا رجال مبارك لتلقيهم في الدرك الأسفل من التاريخ. لكنها لم تلبث أن عادت من جديد وعلى ظهورها رجال جدد، يرتدون في معاصمهم ساعات حجرية، وينفخون في الرمل متوهمين أن بوسعه أن يغطي على


فكرة
جثة في سجن..أو من شباك

يوم السبت الماضي، أتمّ الشاب المصري محمد سلطان يومه الـ300 في إضرابه المتواصل عن الطعام الذي فقد خلاله 70 كيلوغراماً من وزنه. وما بين الرقمين، حطّ عيد ميلاده الـ27 الأسبوع الماضي أيضاً، وهو في مكانه: السجن، وهذا عيد ميلاده الثاني وهو هناك. قصّة محمد باتت معروفة، لا جديد فيها سوى أنّ الشاب يوماً بعد آخر يقترب أكثر وأكثر من الموت. تضمحلّ مساحته في الصور التي تخرج في تواريخ مختلفة، ولم...