ليبيا.. وفرصة اللحظات الأخيرة

«لا تزال الفرصة سانحة أمام ليبيا وساستها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تدوير دفة الأمور بعيداً عن منزلقها الخطر حالياً..أسباب التفاؤل الذي لا يخلو من حذر، لا تكمن في مسلمات يقينية، ولا لوجود إيجابيات ما على الأرض.واقعياً ليبيا تسير بخطى حثيثة نحو الهاوية، وهي تمر بمرحلة تشتت وتفتت مخيفة. فقدت ليبيا حسنات تجانسها الاجتماعي النسبي وأصبحت رهينة صراع لا هوادة فيه بين قوى متنوعة قبلية
2013-07-31

شارك

«لا تزال الفرصة سانحة أمام ليبيا وساستها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تدوير دفة الأمور بعيداً عن منزلقها الخطر حالياً..أسباب التفاؤل الذي لا يخلو من حذر، لا تكمن في مسلمات يقينية، ولا لوجود إيجابيات ما على الأرض.
واقعياً ليبيا تسير بخطى حثيثة نحو الهاوية، وهي تمر بمرحلة تشتت وتفتت مخيفة. فقدت ليبيا حسنات تجانسها الاجتماعي النسبي وأصبحت رهينة صراع لا هوادة فيه بين قوى متنوعة قبلية وايديولوجية ومناطقية للسيطرة وإقصاء الآخرين.
التحولات الكبرى في العادة يكون لها مضاعفات قاسية إلا أن مستوى إدارة الأزمة في ليبيا رسمياً ومحلياً متدن جداً، ويشي بعواقب قاتلة إذا تواصل أسلوب جبر الخواطر واسترضاء الجميع من قبل السلطات، ومنطق الإلغاء ومصادرة الحقوق وادّعاء الأحقية دونهم من قبل أطراف الصراع الأخرى.
لم يحدث في ليبيا انتقال للسلطة بل تشظ أدى إلى تجزئتها وتوزعها في مستويات عدة، قبلية وجهوية وإيديولوجية، إضافة إلى سلطة رسمية منتخبة.
هذا الوضع أعاق الدولة الليبية ونقلها مباشرة إلى صفوف الدول الفاشلة. والأدهى أنه منعها من حرية الحركة وأثقلها بمسؤوليات إضافية مجانية أرهقت الخزينة العامة وعطلت جهودها الحيوية في إزالة آثار الدمار المادي والمعنوي خلال أحداث ثورة 17 فبراير وما قبلها، ورهن إرادتها بمشيئة القوى المسيطرة على الأرض وبخاصة المسلحة».

من مدونة «طرابلس الغرب» (29 تموز/يوليو 2013)

http://goo.gl/aeXzq6