عرّاب مستوطَنة وليس سفيراً

فريدمان محامي تفليسات من نيويورك، ومن يعرف المهنة يفهم معنى اختيار هذا "الاختصاص" فيها، وأيضاً ماهية أخلاق من يمارسه. ولكن على هذه وتلك، فهو رئيس "جمعية الأمريكان أصدقاء بيت إيل"..
2016-12-22

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
عادل السيوي - مصر

دافيد فريدمان، المعين سفيراً لواشنطن في تل أبيب ليس سفيراً ولا عمل يوماً في الخارجية ولا في أي إدارة أميركية. هو بالتأكيد صديق ترامب، مثله مثل سائر الوزراء الذي عيّنهم الرئيس بانتظار استلام منصبه. ولكن لفريدمان خصوصيته في المجال، فهو على صلة "بيزنس" وثيقة بترامب، بعدما اهتم لسنوات بتوظيفات الاخير في الكازينوهات وصالات القمار، ولم يصبح صديقه الشخصي "إلا" منذ عشر سنوات.
وفريدمان محامي تفليسات من نيويورك، ومن يعرف المهنة يفهم معنى اختيار هذا "الاختصاص" فيها، وأيضاً ماهية أخلاق من يمارسه. ولكن على هذه وتلك، فهو رئيس "جمعية الأمريكان أصدقاء بيت إيل".. المستوطنة المنشأة في 1977 الى الشمال من رام الله، عند مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين.. الذين هُجِّروا من منطقة اللد، وأقاموا في هذا المخيم منذ 1949، وكانت ترعاه الأونروا حتى اتفاقيات أوسلو. "بيت إيل" تزحف الى القرى هناك وتصادر الأراضي كحق طبيعي في "يهودا والسامرة" "المستعادة بعد ألفي سنة" (!)، والحكومة الإسرائيلية تقرر "نقل" أهل الجلزون الى الأغوار، لإتاحة توسيع المستوطنات. منذ شهر، سقط شهداء هناك في مقاومة للتهجير الجديد. والمستوطنون يعتبرون نتنياهو متواطئاً مع الفلسطينيين المغتصبِين، وبطلهم هو نفتالي بينيت صاحب "حزب البيت اليهودي".
هكذا هي الحياة الفلسطينية، ولا جديد سوى أن السيد فريدمان قادم إليهم، بجمعيته التي تموّل "تنمية" مستوطنة بيت إيل. وعنده كذلك نظرية كتبها في جيروزليم بوست مطلع الصيف المنقضي: "التنازل عن أي أراض للإرهابيين الفلسطينيين يعادل تسليم بغداد أو باريس إلى داعش". هكذا، وباختصار ووضوح.
بل وتعقيباً على تعيينه، صرح فريدمان أنه "سيعمل على تعزيز التعاون الذي لا تنفصم عراه بين البلدين، انطلاقاً من السفارة الأميركية في عاصمة إسرائيل الأبدية، القدس"، معدلاً بذلك بيان التعيين الرسمي الذي توقف قبل الجملة الأخيرة. والتعديل هنا استعادة (لا تجاوز) لما كان ترامب أعلنه والتزم به وأكده في لقائه الأخير مع نتنياهو. وللعلم، فهناك في الولايات المتحدة حكم قانوني صادر في 1995، يسمح بنقل السفارة إلى القدس، ولكن الرؤساء كلينتون وبوش وأوباما استخدموا حقاً رئاسياً بتأجيل التنفيذ وراحوا يجددونه كل ستة أشهر كما ينص القانون، لدواعي "الأمن القومي".
فإن كان بوش لم يعجبكم، فهاكم ترامب، وإن كان نتنياهو كريهاً فهاكم بينيت.. وعلى هذا فثمة في الغرب من يعطي دروساً في مكافحة التطرف والإرهاب!!

 

مواطن فلسطيني أمام مستوطنة اسرائيلية في الضفة الغربية

مقالات من القدس

غزة القرن التاسع عشر: بين الحقيقة الفلسطينية والتضليل الصهيوني

شهادة الكاتب الروسي ألكسي سوفورين الذي زار غزة عام 1889: "تسكن في فلسطين قبيلتان مختلفتان تماماً من حيث أسلوب الحياة: الفلاحون المستقرون والبدو المتجوّلون بين قراها. الفلاحون هنا هم المزارعون....

وليد دقة الذي عاش ومات حرّاً

2024-04-11

عاش وليد دقّة غصباً عن القيد، غصباً عن السجان، غصباً عن الزنزانة، غصباً عن دولة الاحتلال بأكملها، غصباً عن العالم المختلّ بأسره، غصباً عن المرض أيضاً، غصباً عن العمر المنهوب...

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...