قضايا فلسطين الملحّة من وجهة نظر سينمائياتها

عبارة "سينما المرأة" يعاد تعريفها هنا، فالأفلام المشاركة لا تتحدّث عن قضايا خاصة بالنساء بل هي جميعاً تقول إنّ للنساء وجهة نظرٍ في كلّ شيء وبإمكانهن التعبير عنها تعبيرا مميّزا
2016-11-16

شارك
بوستر المهرجان

ثمّة مدينة اسمها نابلس، فيها مخيّم اسمه "بلاطة"، فيه حيّ اسمه "الزغلول"، فيه محامٍ اسمه معاذ، متحمّس لعمله، ويتابع دراساته العليا ويشعر بالغربة خارج المخيم، وفي حديثه عن قراره الزّواج من فتاة من المخيّم يستشهد بمثلٍ قديم يقول: "من طين بلادك حط عخدادك". وفي نابلس أيضاً مدينة قديمة يتحدث صالح ومرح اللذان يقيمان فيها عن تمسك المقيمين فيها بمنازلهم ورفضهم التخلي عنها حتّى تأجيراً. وحول نابلس قرىً، وبين هذه القرى والمدينة القديمة والمخيم حواجز مصطنعة تجعل أهل البلدة القديمة مثلاً ينظرون باستهجانٍ إلى أيّ زواجٍ من خارجها، وتجعل بعض أهل المخيّم ينظرون بعدائية نحو عناصر السلطة. هذه أجواء فيلم لنغم كيلاني عنوانه "موطني" يتساءل عن معنى الانتماء للوطن وسط تشظ في الانتماءات داخل نابلس التي لا تختلف في هذا عن باقي المدن الفلسطينية. الفيلم هو أحد أربعة أفلام تقدمها مؤسسة "شاشات" ضمن النسخة العاشرة من مهرجان سينما المرأة في فلسطين، تحت عنوان "ما هو الغد" من 12 تشرين الثاني / نوفمبر حتى 11 كانون الأوّل /ديسمبر. الأفلام الأربعة ستعرض وتناقش 90 مرة على امتداد الشهر في 17 مدينة ومخيمين ومدرسة موزّعة في الضفة الغربية وقطاع غزة. الافتتاح كان في رام الله وغزّة في التوقيت نفسه رغبة من المنظمين في "توحيد شطري الوطن برؤية سينمائية لا تفرقها الحدود السياسية ولا الجغرافية".

 

أحد عروض مهرجان "شاشات" العاشر لسينما المرأة في فلسطين

 

الأفلام الثلاثة الأخرى هي "صيف حارّ جدّاً" لأريج أبو عيد و "جرافيتي" لفداء نصر و "صالحة" للنا حجازي ويوسف عطوة، يجمعها إلى جانب "موطني" كونها تتحدّث عن قضايا حسّاسة ومطروحة في الواقع الفلسطيني من وجهات نظر أفراد يعايشون هذه القضايا، كما يجمعها حضور النساء فيها إخراجاً وإنتاجاً. ففيلم "صيف حار جداً" يروي بشكلٍ مؤثّرٍ جداً قصّة عدوان 2014 على غزّة ومركزه أخت المخرجة وعائلتها، بينما ينطلق فيلم "جرافيتي" من كلمات مكتوبة على حائط في الخليل موجّهة إلى "رائد" لرواية قصّة استشهاد رائد جرادات أثناء انتفاضة السكاكين بطريقة تصاعدية تصل ذروتها في المشهد الأخير من الفيلم.

"يا أحلى عريس / حبيت كل شي فيك يا رائد / وبس أشوف ضحكتك البحبها برجع مبسوطة عالبيت / كنت أضل أراقبك من كثر ما بحبك / ليش تركتني ورحت يا رائد؟ / ليش رحت لغيري؟ / بندم إني ما حكيتلك إني بحبك وما إجيت حكيت معاك / مين هلأ بدي أشوف ضحكتو / ويرجعلي روحي."

الفيلم الأخير "صالحة" يتحدّث عن الحياة في قرى النقب المهدّدة طول الوقت بالهدم والإخلاء، من خلال قصة صالحة حمدين من وادي أبو هندي، التي حازت في 2012 جائزة "هانز كريستيان أندرسن الدولية" للقصة الخيالية (كان عدد القصص المشاركة 1200 قصّة من جميع أنحاء العالم)، وهي تتحدّث في الفيلم الجميل بصرياً عن حبها لقريتها وعدم رغبتها بمغادرتها، وهذا هو موضوع قصتها الطريفة "حنتوش".
استخدام قصص الأفراد للحديث عن القضايا العامة متّبع في كثيرٍ من الأفلام الوثائقية، لكنّ ما هو مميّز في الأفلام التي تقدّمها شاشات هنا هو الإتقان في فعل ذلك. هذا الإتقان هو الذي سمح من دون شكّ في استمرار المهرجان لمدّة عشر سنوات من دون انقطاع، ليكون الأكثر ديمومة بين مهرجانات الأفلام الفلسطينية ومهرجانات سينما المرأة في العالم العربي. عبارة "سينما المرأة" يعاد تعريفها هنا أيضاً، فالأفلام الأربعة لا تتحدّث عن قضايا خاصة بالنساء بل هي جميعاً تقول إنّ للنساء وجهة نظرٍ في كلّ شيء وبإمكانهن التعبير عنها تعبيرا مميّزا. محظوظون من سيكونون حاضرين في أحد العروض الـ90!

مقالات من فلسطين

إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية تحوّل إلى "روتين يومي"... استعراض عام لتنظيمات المستوطنين العنيفة!

2024-04-18

يستعرض هذا التقرير إرهاب المستوطنين، ومنظماتهم العنيفة، وبنيتهم التنظيمية، ويخلص إلى أن هذا الإرهاب تطور من مجرد أعمال ترتكبها مجموعات "عمل سري" في الثمانينيات، إلى "ثقافة شعبية" يعتنقها معظم شبان...

غزة القرن التاسع عشر: بين الحقيقة الفلسطينية والتضليل الصهيوني

شهادة الكاتب الروسي ألكسي سوفورين الذي زار غزة عام 1889: "تسكن في فلسطين قبيلتان مختلفتان تماماً من حيث أسلوب الحياة: الفلاحون المستقرون والبدو المتجوّلون بين قراها. الفلاحون هنا هم المزارعون....

للكاتب نفسه

الفلسطينيون في لبنان وحقّ العمل

ربيع مصطفى 2019-07-21

علاوة على التوظيف السياسوي الطائفي على المستوى الداخلي، يأتي المس بحق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان متزامناً مع محاولات جاريد كوشنر تفعيل "صفقة القرن"، وهي التي تصطدم بعقبات من أهمها...