بلا نهاية!

عملية تل أبيب منذ أسبوع تجاوزت موجة الطعن بالسكاكين والمقصّات والمفارك التي قام بها شبّان وشابات حيثما أمكنهم، كـ "موقف" فردي من الاحتلال، لم ينظمه أحد ولم يحرّض عليه أحد. العمليّة الأخيرة استُخدمت فيها رشاشات بدائية خفيفة يسهل تصنيعها حِرَفياً (الـ "كارلو")
2016-06-15

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
ليلى شوا - فلسطين

عملية تل أبيب منذ أسبوع تجاوزت موجة الطعن بالسكاكين والمقصّات والمفارك التي قام بها شبّان وشابات حيثما أمكنهم، كـ "موقف" فردي من الاحتلال، لم ينظمه أحد ولم يحرّض عليه أحد. العمليّة الأخيرة استُخدمت فيها رشاشات بدائية خفيفة يسهل تصنيعها حِرَفياً (الـ "كارلو")، واعترف الإسرائيليون في أعقابها بأنها منتشرة بالآلاف في أراضي 1948 وخارجها، وأنّ ورشات تصنيعها لا تُعد ولا تحصى. وهذه أيضا عملية فردية لم تخطط لها جهات ولا حرّض عليها أحد.
ماذا يعني ذلك؟
يعلم مرتكبو حمل السكاكين (وليس الطعن أو الرش بالرصاص) أنهم سيُقتلون، وأن بيوت أهاليهم ستُهدم (وهل من أثمن وأعز من الدار؟)، وأنهم سيفقدون أعمالهم وتصاريح تنقّلهم.. ولن يضيف إلى العقوبات الجماعية الرهيبة تلك حجز جثامين الشهداء عن أهلهم كما يُمارَس وتقرر أن يُمْعَن به. ولا قصف غزة لأن أهلها عبّروا عن فرحهم بالعملية في الشارع. فهل يعني ذلك أن الفلسطينيين وصلوا إلى مرحلة اليأس العدمي كما يقال؟ وأنّهم لا يجيدون رسم التكتيكات السياسية المجدية والتي تعطي نتيجة؟... ولكن أي نتيجة؟
رئيس بلدية تل أبيب، وهو ضابط طيران سابق، قال إثر العملية إنّ "الاحتلال قد يكون أحد عوامل الإرهاب الفلسطيني". وقال حرفياً "نحن ربما البلد الوحيد في العالم الذي يُبقي على أمة أخرى تحت الاحتلال بلا حقوق مدنية (...) لا وسيلة للإبقاء على شعب تحت الاحتلال وتوقع وصوله إلى استنتاج بأن كل شيء على ما يرام وأنّه سيستمر في العيش هكذا"، وهو يذكِّر بتصريح قديم للمجرم باراك من أنه "لو كان فلسطينيا في العمر المناسب لانضم إلى مجموعة إرهابية". بعد ذلك يمكن إدخال الحدث في نفق السياسة، واعتباره تحديا لليبرمان في أول أيامه على رأس وزارة الحرب، إذ كان يتمرجل لفظيا حين كان خارج السلطة.. وقد يهرب إلى الأمام في مزيد من العقاب والقمع والعنتريات.. تماما ما أشار إلى عقمه رون هولداي ذاك في بقية تصريحه (الذي يبدو أنه "صدم" الإسرائيليين) حين قال إنه من السهل ارتكاب "شجاعات" لن تحل الأزمة.
ولكن هل من حلّ أصلاً؟ هنا يتضح المأزق الإسرائيلي أيضا، الذي سرعان ما يُطمر تحت مزيد من القتل والتدمير والوعيد. بينما "لا يخسر الفلسطينيون إلّا قيودهم".. كما قيل عن سواهم!

مقالات من فلسطين

"حكواتيّة" غزّة والحكاية الأساس..

2024-03-29

لم تعد القصة عن غزة - تقول بيسان - صارت غزّة هي القصة: "والقهر اللي بيتعرّضله أهل غزّة الآن ما هو إلا تجديد لقهر إنساني أزلي، وعلى إيد ذات الوحش....

أيرلندا تتبرّأ من عار بايدن

2024-03-21

ليس التماهي الصادق والعميق الذي يعبر عنه عموم الأيرلنديين تجاه الفلسطينيين وقضيتهم جديداً في أيّ حال من الأحوال. الآن، خلال الإبادة التي تتعرض لها غزة، وقبلها، وعند كل منعطف وحدث،...

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...