النهاية البائسة لكل ما حدث

وماذا لو قرأنا المستقبل كأنه انعكاس للماضي؟سيطر الإخوان على مفاصل الدولة المصرية وتحولت مصر إلى دولة إسلامية. مصر بمعنى مفاصل الدولة: الشرطة والجيش والقضاء والإعلام.لكن أين ذهبت المعارضة؟ بالتأكيد لم تمت. انسحبت وبدأت تتمترس وراء قوتها العددية، قوتها وليس أغلبيتها، وفي نفس الوقت، ولإنه ليس هناك شيء لا ينتهي إلا الكون، كما يعلمنا زياد رحباني، فمن المنطقي أن ينتهي سحر التيارات
2012-12-26

شارك

وماذا لو قرأنا المستقبل كأنه انعكاس للماضي؟
سيطر الإخوان على مفاصل الدولة المصرية وتحولت مصر إلى دولة إسلامية. مصر بمعنى مفاصل الدولة: الشرطة والجيش والقضاء والإعلام.
لكن أين ذهبت المعارضة؟ بالتأكيد لم تمت. انسحبت وبدأت تتمترس وراء قوتها العددية، قوتها وليس أغلبيتها، وفي نفس الوقت، ولإنه ليس هناك شيء لا ينتهي إلا الكون، كما يعلمنا زياد رحباني، فمن المنطقي أن ينتهي سحر التيارات الإسلامية. تبدأ كلمة الحرية في غزو القاموس المصري. الجيل المؤمن بـ"حكم الإسلام"، شاخ الآن، وتحولت حكمته إلى نوع من حكمة الجدود غير المضرة وغير المفيدة، التي يسمعها الأبناء بابتسامة هازئة.
التاريخ بالمقلوب لا يعني أن هذا هو المسار "الصحيح". التاريخ لا يسير بالضرورة في مسار صحيح. لنتأمل معاً. حتى بعد انتهاء الإسلام السياسي، ستظل الفاشية موجودة في المجتمع. الفاشية تبدو كأنها احتياج طبيعي في المجتمعات! لكن ضد من ستتوجه هذه الفاشية؟ بالتأكيد ليس ضد الأقليات الدينية والمرأة. راح زمان الفاشية ضد المرأة والأقليات الدينية. الفاشية الآن موجهة ضد الملتحين، من يملكون الأموال ويظهرون في التلفزيون ويتحدثون عن الأخلاق والمجتمع والدين. نراقب الآن صعود مجموعات علمانية ترهب الملتحين بالسلاح، يتم القبض عليهم وتعذيبهم ويتزايد التعاطف معهم من قبل الشارع، المؤهل دوما للتعاطف مع الضحية. في السجون، تعلن المجموعات العلمانية عن توبتها وتحاول أن تقدم مراجعات فكرية تقدم خطابا وسطياً، لكنها، بداخل قلبها، تحمل الحقد نفسه على الإسلاميين. ومعهم الشارع أيضاً. الشارع الذي تنتشر فيه ملصقات تدعوة النساء لخلع الحجاب لأنه ضد التقدم. تتحول الدعوة السلفية وحركة الإخوان المسلمين لمقرات للعجائز تقدم رحلات رخيصة لراس البر وجمصة. والحديث التلفزيوني عن الشريعة يصبح مثل حديث الحزب الوطني عن "نبذ العنف" و"الوسطية"، حديثا مملاً وغير ملهم، حديث موظفين يحلون الكلمات المتقاطعة يومياً.
هذه هي نهاية الهوس الذي اجتاح المنطقة لخمسين عاماً، نهاية بائسة، مملة وغير درامية.