نبيل رجب لا يتعظ

«كثر من البحرينيين الذين التحقوا بصفوف الإرهاب وتنظيم داعش أتوا من المؤسسات الأمينة التي كانت الحاضنة الإيديولوجية الأولى لهم». نشر نبيل رجب هذه التغريدة. لم يكشف سوى ما هو معروف ومتداول أصلاً، لم يفضح المستور، أو أية أسرار غائبة عن سلطات البحرين ورعاتها. ولم يكن ذلك هو السبب وراء اعتقاله من جديد والتحقيق معه. أربعة أشهر فقط هي المدة التي سُمح فيها لرجب بأن يعيش خارج

«كثر من البحرينيين الذين التحقوا بصفوف الإرهاب وتنظيم داعش أتوا من المؤسسات الأمينة التي كانت الحاضنة الإيديولوجية الأولى لهم». نشر نبيل رجب هذه التغريدة. لم يكشف سوى ما هو معروف ومتداول أصلاً، لم يفضح المستور، أو أية أسرار غائبة عن سلطات البحرين ورعاتها. ولم يكن ذلك هو السبب وراء اعتقاله من جديد والتحقيق معه. أربعة أشهر فقط هي المدة التي سُمح فيها لرجب بأن يعيش خارج القضبان.
اعتقلته السلطات البحرينية لمدة سنتين بتهمة التحريض على التظاهر، وأطلق سراحه في أواخر أيار الماضي. أنهى رجب محكوميته، أتمها على أكمل وجه ولم يحصل حتى على منة تخفيفها من سجَّانيه.. ليعود ويشاكس من جديد. وهذا هو السبب الحقيقي لإعادة اعتقاله. كيف لم يتعظ؟ كيف لم يفهم بأنهم قادرون على فعل ذلك بمقدار ما يشاءون؟ وكيف لا يأخذ بعين الاعتبار بأن كل الإدانات الدولية والمنظمات الحقوقية لن تقدم أو تؤخر في مصيره؟ حتى لو كانت الإدانة من الولايات المتحدة نفسها؟ ألا يعرف بأن المرحلة التي تمر بها المنطقة، وخطر «الدولة الإسلامية» والتحالف الدولي أكبر وأهم من حريته بالتعبير؟ كيف له إذاً أن يحرجهم أمام مخلصهم بعد انقلاب السحر عليهم؟ عليه أن يتعظ. هذه الأسئلة لا بد أنها ما ورد في ذهن السلطة البحرينية لدفعها الى اعتقاله من جديد. وكثر يستغربون لماذا أطلقت سراحه من الأساس، إذا كانت قادرة من البداية على تمديد اعتقاله بأي حجة تراها مناسبة. فالظروف «الخطرة» التي تمر بها المنطقة مناسبة لكمِّ الأفواه بذريعة ضمان الاستقرار من دون أي اعتراض جدّي. لكن السلطة لا تتعظ، وتحديداً القمعية منها، ليس لأنها ترى أن لا ضرورة في ذلك أصلاً، بل لأنها غير قادرة على سلوك أي منحى غير الذي تعتبره منوطاً بها وموكلاً لها، وهو تأديب وتربية رعاياها أو «أولادها». تمتحنهم، تنزل بهم عقاباً مخففاً أحياناً علهم يفهمون، وتعلي وتخفض من منسوب العقاب وكأنه خيارهم وليس خيارها، وفي حال لم ينفع أي شيء، فالحلول الجذرية متوفرة أيضاً.
نبيل رجب لم يتعظ، ومريم الخواجة وماهينور المصري كذلك. علاء عبد الفتاح، لم يتعظ هو الآخر، توفي والده الناشط الحقوقي وهو في السجن، سمح له بحضور مراسم دفن والده قبل الموافقة على إخلاء سبيله بكفالة، بعد الحكم عليه 15 عاماً بتهمة التظاهر. امتحان من السلطة أيضاً: «ماذا تختار؟ أن تعيش مع العائلة بسلام ومن دون إزعاج، أم تحضر بإذننا لوداع من يتوفى منهم؟».
نبيل رجب قيد التحقيق الآن، يخضع للاستجواب، سيحاولون معرفة قدرة هذا النوع من البشر على الاستمرار، من دون أن يخطر في بالهم أن يسألوا ما هو أهم، وهي قدرتهم على الاستمرار في ظل وجود هذا النوع من البشر.
            
 


وسوم: العدد 114

للكاتب نفسه

زينب مهدي.. الانتحار احتجاجاً

انتحرت الناشطة المصرية زينب مهدي. علقت مشنقتها في مسكنها ومضت، خلافاً لحالات الانتحار العلنية التي غالباً ما تحصل في مصر. استبقت ذلك بتعليق فايسبوكي ثم اغلقت حسابها. التعليق يقول «تعبت،...

نمر النمر أكثر من «رجل دين شيعي»

الشيخ المعارض نمر النمر كرر على المنابر ضرورة الالتزام بسلمية التظاهر، وشدّد على نزع أي بُعدٍ مذهبي عن المطالب المحقة لسكان المناطق الشرقية في السعودية، وعلى ضرورة إعطائهم بعضاً من...

أطفال سوريا.. الجريمة الكبرى

لم يعد أي خبر في الأزمة السورية، مهما كانت فداحته، قادراً على إحداث صدمة أو تأثير. بعد أربع سنوات على اندلاع تلك الانتفاضة، بات الحدث برمته يختصر بالأرقام: 30 قتيلاً...