رغم الظاهر: الفشل في إعادة إنتاج "الريس"

قبل يومين من الذكرى الاولى لفض اعتصامي رابعة والنهضة، ذهب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زيارة للملكة العربية السعودية حيث التقى الملك و«تباحثا معاً في شؤون البلدين خصوصاً والمنطقة عموماً»، بحسب العبارة التي تتردد في الزيارات البروتوكولية. معلوم أن للزيارة صلة بالوضع في غزة وبمباحثات القاهرة الفلسطينية - الاسرائيلية، كما بتطورات الوضع في العراق وبتصريحات السيسي عن استعداده

قبل يومين من الذكرى الاولى لفض اعتصامي رابعة والنهضة، ذهب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زيارة للملكة العربية السعودية حيث التقى الملك و«تباحثا معاً في شؤون البلدين خصوصاً والمنطقة عموماً»، بحسب العبارة التي تتردد في الزيارات البروتوكولية. معلوم أن للزيارة صلة بالوضع في غزة وبمباحثات القاهرة الفلسطينية - الاسرائيلية، كما بتطورات الوضع في العراق وبتصريحات السيسي عن استعداده لإرسال قوات مصرية الى دول الخليج في حال تعرضها لتهديد من «الدولة الإسلامية».
حرص الملك عبد الله على تقليد السيسي القلادة التي «تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم الشقيقة والصديقة، تكريماً له وللشعب المصري». رغم كل ذلك، بدا الجانب السياسي من زيارة السيسي للمملكة هامشياً أمام الاهتمام الذي أعطي لخبر اعتماره في مكة. انهالت التقارير التلفزيونية والمقالات الصحافية والفيديوهات المسربة. «السيسي يسعى بين الصفا والمروة». «خاص: السيسي في لباس الإحرام داخل الحرم المكي». «الموكب الأمني للسيسي في مكة». وهكذا استكمل الرئيس المصري معمودية «القائد». القائد الأب الذي خلص المصريين من «شر» الاخوان، والقائد الحازم الذي ضرب «الإرهاب» بيد من حديد، وأخيراً القائد «المؤمن».
وثلاثية الألقاب هذه ليست ابتكاراً من السيسي لترسيخ صورة «الريس» في أذهان المصريين. بل هي نسخة مكررة، إذ لم يتوانَ سلفه الرئيس المخلوع حسني مبارك، ومن قبله أنور السادات، عن ترسيخها أيضاً.
ويمكن قراءة هذه الاستعادة كمؤشر إلى عجز النظام عن ابتكار وسيلة أكثر مراوغة و«إبداعاً» لتسويق «ريسه» الجديد. بل يوحي هذا الاستحضار للوسائل والأساليب نفسها، بأن الحالة المصرية لا تزال ثابتة وأن شيئاً لم يتغير. ثورة 25 يناير لم تحصل، ولم يسقط رئيس في الميدان. والتقارير الصادرة بمناسبة ذكرى فض اعتصامَي رابعة والنهضة (لمنظمات هيومن رايتس ووتش والمبادرة المصرية) ذكّرت بأنه قتل في ذلك اليوم وخلال 11 ساعة، أكثر من 1000 متظاهر.
وأمام فداحة أرقام الضحايا بدت ضعيفة ردود السلطة على تلك التقارير، من أن المتظاهرين استخدموا السلاح وأن أول ضحية سقطت كانت من القوى الأمنية.
تمكن أنور السادات من التسويق لنفسه بوصفه صاحب انتصار أكتوبر والعبور، وتمكن حسني مبارك من استكمال الاستثمار في صورة «الطيار البطل»، فيما لا يمتلك السيسي سوى مجزرة مصرية للتسويق لنفسه. وقد اغتيل السادات، وخلع مبارك...
            
 

للكاتب نفسه

زينب مهدي.. الانتحار احتجاجاً

انتحرت الناشطة المصرية زينب مهدي. علقت مشنقتها في مسكنها ومضت، خلافاً لحالات الانتحار العلنية التي غالباً ما تحصل في مصر. استبقت ذلك بتعليق فايسبوكي ثم اغلقت حسابها. التعليق يقول «تعبت،...

نمر النمر أكثر من «رجل دين شيعي»

الشيخ المعارض نمر النمر كرر على المنابر ضرورة الالتزام بسلمية التظاهر، وشدّد على نزع أي بُعدٍ مذهبي عن المطالب المحقة لسكان المناطق الشرقية في السعودية، وعلى ضرورة إعطائهم بعضاً من...

نبيل رجب لا يتعظ

«كثر من البحرينيين الذين التحقوا بصفوف الإرهاب وتنظيم داعش أتوا من المؤسسات الأمينة التي كانت الحاضنة الإيديولوجية الأولى لهم». نشر نبيل رجب هذه التغريدة. لم يكشف سوى ما هو معروف...