درويش والمملكة والقضية

غضب «المحتسبون» في السعودية (أي رجال «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر») مما تحتويه أعمال الشاعر الكبير محمود درويش من كلمات تدل على «الكفر». هذا ليس الخبر ولا هو الموضوع، بل «كفر» درويش بنظر المحتسبين تحول خطراً على أمن المملكة ونظامها على لسان وزير الثقافة والإعلام، المثقف والشاعر عبد العزيز خوجة، الذي اتهم الدار بتمرير الكتب سراً عن

غضب «المحتسبون» في السعودية (أي رجال «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر») مما تحتويه أعمال الشاعر الكبير محمود درويش من كلمات تدل على «الكفر». هذا ليس الخبر ولا هو الموضوع، بل «كفر» درويش بنظر المحتسبين تحول خطراً على أمن المملكة ونظامها على لسان وزير الثقافة والإعلام، المثقف والشاعر عبد العزيز خوجة، الذي اتهم الدار بتمرير الكتب سراً عن جهاز الرقابة. وهدد بأن المصادرة والمنع سيكونان «مصير أي دار نشر تخالف النظام، فأمن المملكة أهم من أي شيء، ومن يحاول زعزعة وحدتها لا يمكن التسامح معه».
حدث ذلك الأسبوع الفائت في معرض الكتاب بالعاصمة الرياض، خلال أبرز نشاط ثقافي يقام سنوياً. ليس في الأمر جديد، فكل مرة يحضر المحتسبون، ويبحثون عن الدور والكتب «الكافرة» لمنعها إرضاء لله، وليس بأمر من جهاز الرقابة الرسمي في المملكة، الذي يقوم بعملية المنع والحجب الأولية بشكل منفصل، قبل وصول دور النشر والكتب إلى المعرض. أعمال درويش لم تكن على لائحة المنع هذه السنة بحسب العاملين في الدار التي أغلقت. لكن كتبا كثيرة منعت من قبل الرقابة، ربما توفيراً للجهد على المحتسبين.
معرض الكتاب السنوي في الرياض يجذب أكثر من مليون زائر، وشارك فيه هذه السنة أكثر من 900 دار نشر عربية وأجنبية تمثل 31 دولة أبرزها اسبانيا، وحلت مصر في المرتبة الأولى بمشاركة أكثر من 120 دارا. كما يعد المعرض أضخم نشاط تجاري لدور النشر العربية في المنطقة، ويمثل لها ما يقرب من 70 في المئة من مردودها سنوياً. حجم القراء في المملكة كبير مقارنة بالدول العربية الأخرى، ما يدحض صورة نمطية غالباً ما تلصق بأهل تلك البلاد. ولكن سلطات المملكة ترعى ثقافة رعاياها بما تراه مناسباً. علماً، طبعا، أن كل الكتب التي تمنع يمكن إيجادها على الشبكة العنكبوتية، وأولها كتب درويش التي لا تحتاج سوى إلى نقرة لتحميلها. وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة «بي آي انتلجنس»، فإن أكثر من 90 في المئة من سكان المملكة يفضلون المحتوى العربي على اللغات الأجنبية، ويبلغ معدل نشاط المواطن السعودي على شبكة الانترنت حوالي ثماني ساعات يومياً، ويزيد عدد مستخدميها عن 14.6 مليون مستخدم.
رضوخ سلطات السعودية لطلب المحتسبين لا يحصل دائماً، وإلا لما بقيت كتب في المملكة، ولما أقيمت معارض كتاب سوى للتبشير بالدعوة السلفية والوهابية. لكن السلطات تعرف مدى حاجتها لإرضاء المؤسسة الدينية في المملكة حالياً، إعمالا لأسلوب «ضربة على الحافر وأخرى على المسمار». فهي تحتاج لتوفير غطاء شرعي بعد وضع جماعة الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب مطلع الشهر الجاري. والاهم بعد الاضطرار إلى إدانة الدعوات للجهاد المسلح خارج المملكة، بضغوط أميركية ربما. وما أسهل أن تجري التضحية بالثقافة، فتقع المزايدة الدينية المتشددة هنا.
            

 

للكاتب نفسه

زينب مهدي.. الانتحار احتجاجاً

انتحرت الناشطة المصرية زينب مهدي. علقت مشنقتها في مسكنها ومضت، خلافاً لحالات الانتحار العلنية التي غالباً ما تحصل في مصر. استبقت ذلك بتعليق فايسبوكي ثم اغلقت حسابها. التعليق يقول «تعبت،...

نمر النمر أكثر من «رجل دين شيعي»

الشيخ المعارض نمر النمر كرر على المنابر ضرورة الالتزام بسلمية التظاهر، وشدّد على نزع أي بُعدٍ مذهبي عن المطالب المحقة لسكان المناطق الشرقية في السعودية، وعلى ضرورة إعطائهم بعضاً من...

نبيل رجب لا يتعظ

«كثر من البحرينيين الذين التحقوا بصفوف الإرهاب وتنظيم داعش أتوا من المؤسسات الأمينة التي كانت الحاضنة الإيديولوجية الأولى لهم». نشر نبيل رجب هذه التغريدة. لم يكشف سوى ما هو معروف...