"هدر دم" أيقونة نضالية موريتانية!

صدم المجتمع الحقوقي الموريتاني بفتوى أطلقها  يحظيه ولد داهي، زعيم ما يعرف ب "أنصار الرسول"، إذ قام بتكفير وهدر دم اَمنة منت المختار، رئيسة منظمة "معيلات الأسر"، أهم ناشطة حقوقية في موريتانيا.طالب الرجل عبر صفحته على موقع فيسبوك بفقء عينها وقتلها لأنها كافرة حسب فتواه، والسبب هو أنها نادت بمحاكمة عادلة لشاب موريتاني كتب مقالاً أعتبِر أن فيه إساءة للرسول. ثم رجع ولد داهي في خرجة أخرى على
2014-07-25

أحمد ولد جدو

كاتب ومدون من موريتانيا


شارك
اَمنة منت المختار

صدم المجتمع الحقوقي الموريتاني بفتوى أطلقها  يحظيه ولد داهي، زعيم ما يعرف ب "أنصار الرسول"، إذ قام بتكفير وهدر دم اَمنة منت المختار، رئيسة منظمة "معيلات الأسر"، أهم ناشطة حقوقية في موريتانيا.
طالب الرجل عبر صفحته على موقع فيسبوك بفقء عينها وقتلها لأنها كافرة حسب فتواه، والسبب هو أنها نادت بمحاكمة عادلة لشاب موريتاني كتب مقالاً أعتبِر أن فيه إساءة للرسول. ثم رجع ولد داهي في خرجة أخرى على الموقع نفسه، فقال أن لديه عشرات الشباب الجهاديين يتربصون بالسيدة اَمنة وأنهم مرابطون قرب منزلها ومقر منظمتها ومستعدون للتنفيذ.
قامت الناشطة بدورها بإيداع شكاية من الرجل الذي نصب نفسه "مفتياً" وقالت أنها لن تتوقف حتى تضع حداً لجنونه، وأن لدينا ملفات كثيرة بحقه، وأنه مجرم فار من العدالة، وإجرامه لا يقتصر على التحريض على القتل، بل يتجاوزه إلى التعدي على زوجاته، وقد وصلت الى منظمتها عدة شكايات من قبل نساء سرقهن وضربهن بعد أن طالبوه بالطلاق.
ولد داهي ذاك قال بدوره إن حسابه على موقع فيسبوك كان مقرصناً، لكنه أكد على كفرها  هي، وكل من يطالب بمحاكمة عادلة للشاب ولد أمخيطير، وذلك أثناء مقابلة أجراها مع أحد المواقع الإخبارية  الموريتانية.

سكوت السلطات المخيف

قضية الناشطة الحقوقية اَمنة منت المختار أسالت الكثير من الحبر، خاصة في المجال المتعلق بتعامل السلطات الموريتانية مع الواقعة، حيث كانت مناسبة للنقاش حول دولة القانون في موريتانيا. فلحد الاَن، لم يتم توقيف ولد داهي رغم الشكاية، وما زال حراً طليقا يكفر من يشاء. وهو كان قد أعلن أنه يدعم الجنرال محمد ولد عبد العزيز ومشروعه أثناء الحملة الرئاسية الأخيرة، ثم خرج ببيان يهنئ فيه ولد عبد العزيز بالفوز، وطالبه بإلغاء تدريس الفلسفة لأنها "فكر إلحادي خطر على المجتمع الموريتاني".
وهنا اثير تساؤل عن دعم النظام الموريتاني للداعية السلفي، وعن أنه موجه من طرفه حتى يرعب النشطاء الحقوقيين ويكون مصدراً لإزعاجهم. قضية منت المختار فتحت النقاش أيضا حول وضع النشطاء الحقوقيين في موريتانيا باتجاه  السؤال عمن يكون التالي، بعد اَمنة؟ فولد داهي تجرأ على أهم ناشطة حقوقية في موريتانيا، وهدر دمها من دون أن يلاحق قانونيا.

آمنة

عرفت منت المختار منذ شبابها بنضالها  من أجل المساواة وضد العبودية وكل مظاهر التمييز، فكانت عنصراً فعالاً في "حركة الكادحين" اليسارية التي ناضلت من أجل الاستقلال التام لموريتانيا وضد العبودية وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية، وعانت السجن وكل أنواع الضغوط الاجتماعية، وظلت أيقونة للحراك النضالي النسوي في موريتانيا، وحصلت على عدة جوائز تكريم دولية وتم اختيارها من جامعة "جورج تاون" ضمن 500 شخصية الأكثر تأثيرا في العالم الإسلامي،  وكانت الجوائز تشير الى عملها  ضد الرق والمتاجرة بالأشخاص واستخدام القاصرين كخدم منزليين.

تضامن محلي ودولي

دعوة  ولد داهي وتعامل السلطات الموريتانية معها حفزت حالة من التضامن  المحلي والدولي مع الناشطة،  كالوقفات الاحتجاجية في العاصمة الموريتانية للتنديد بالفتوى ومن أجل أن تتخذ السلطات الإجراءات القانونية بحق ولد داهي، والمطالبة بالدولة المدنية...
بدوره، حث مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات الموريتانية على حماية الناشطة الحقوقية، حيث قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان :"إن التهديدات المفزعة ضد الناشطة الحقوقية اَمنة المختار على خلفية مطالبتها بمحاكمة عادلة لولد امخيطير توضح بشكل صارخ أهمية مطالبها تلك كما تظهر صعوبة تحققها". ونددت جمعيات ومنظمات حقوقية عربية بالحادثة مثل التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان....
من الكارثي أن تنضاف إلى أزمات موريتانيا الكثيرة والمستفحلة حركات تشبه بوكو حرام النيجيرية.

مقالات من موريتانيا

للكاتب نفسه