الموريتانيات مبدعات ومبادرات

باستثناء الأقلية الأفريقية، يبقى تعدد الزوجات قليل في موريتانيا. وقد دخلت 32 موريتانية قبة البرلمان (من مجمل 147 نائباً) لأول مرة في الانتخابات الأخيرة، بعد أن ظل عدد البرلمانيات لا يتجاوز أصابع اليد طيلة العقود الماضية. وهناك سبع وزيرات في الحكومة من أصل 28 هم عديدها. وكذلك الأمر وبالنسبة للمجالس البلدية، بل إن عمدة العاصمة هي اليوم امرأة. وتتربع الموريتانيات كذلك على رأس مؤسسات
2014-03-11

المختار ولد محمد

صحافي من موريتانيا


شارك
(من الانترنت)

باستثناء الأقلية الأفريقية، يبقى تعدد الزوجات قليل في موريتانيا. وقد دخلت 32 موريتانية قبة البرلمان (من مجمل 147 نائباً) لأول مرة في الانتخابات الأخيرة، بعد أن ظل عدد البرلمانيات لا يتجاوز أصابع اليد طيلة العقود الماضية. وهناك سبع وزيرات في الحكومة من أصل 28 هم عديدها. وكذلك الأمر وبالنسبة للمجالس البلدية، بل إن عمدة العاصمة هي اليوم امرأة. وتتربع الموريتانيات كذلك على رأس مؤسسات حزبية، فمن أصل ثمانين حزباً سياسياً توجد ثمانية أحزاب تقودها نساء. وما عدا واحداً يركز على الشأن، لا تختلف برامج الأحزاب التي تقودها نساء، مثل "الحراك الشبابي" و"الاتحاد من أجل الديموقراطية والتقدم" عن برامج الأحزاب السياسية الأخرى.
وتنشط موريتانيات في مجالات متعددة من أبرزها الإعلام حيث "شبكة الصحافيات الموريتانيات" تعمل جاهدة من اجل تطوير أداء الصحافيات الشابات من خلال دورات تدريبية يشرف عليها إعلاميون موريتانيون ومصريون. وللأمر أهميته في بلد شهد في العامين الماضيين إطلاق خمس محطات إذاعية وخمس قنوات تلفزيونية. كما استفادت عشرات الموريتانيات خلال العام الماضي من دورات في المجال السينمائي، تدربن في مدينة الأقصر المصرية، كما أوفدت القاهرة بعض كبار السينمائيين الى نواكشوط للإشراف على دورات تدريبية لممثلات ومخرجات في السينما.

بلاد المليون شاعر"ة" وتاجر"ة"!

تشتهر موريتانيات في مجالات اقتصادية وثقافية، وتتربع شاعرات على هرم الشعر في بلاد المليون شاعر، من خلال إبداع الشعري في بلد يتنفس أبناؤه الشعر. وتبرز ناقدات موريتانيات في الأدب العربي وتتألق عشرات منهن كأستاذات في الجامعات.
لم تكتف الموريتانيات بذلك بل فرضن أنفسهن في المجال الاقتصادي، حيث يهيمنَّ على أسواق القماش والملابس في شارع جمال عبد الناصر، رغم منافسة الرجال لهن. فقد أسست موريتانيات سوقاً خاصاً بهن يطلق عليه "سوق النساء" ويقع في قلب العاصمة على بعد أمتار من شارع المختار ولد داداه الرئيسي.
وتربط موريتانيات علاقات تجارية مع شركات هندية وصينية وكورية ويابانية.

مساعي لتطوير الزي النسائي

فيما تمتلك نساء الأقلية الزنجية الموريتانية حرية مطلقة في ارتداء الأزياء زيادة على الزي الأفريقي، إلا أن الموريتانيات من اصل عربي لا زلن يرتدين الزي التقليدي المعروف محلياً بالملحفة، وهي قماش يغطي كامل الجسد ويتم ارتداؤه في السودان وجنوب المملكة المغربية. وعلى الرغم من ذلك، فهناك بين الفتيات من يسعى لتغيير قاعدة الالتزام تلك، وقد كشفن مؤخراً عن تصميم جديد للزي التقليدي ضمن ورشة أطلقت عليها دار السينمائيين "ورشة السينوغرافيا" وضمت عشر فتيات قدموا أفكاراً تطويرية للملحفة. وحسب مديرة الورشة فإن الزي الجديد أكثر راحة ويعطي قدرة على الحركة ويستمر بتوفير "الستر" المطلوب... وهو يتناسب والموضة . وبينما يرفض كثيرون أي نوع من التغيير على الثوب النسائي الموريتاني، يقبل بعض أنصار التيار الإسلامي على أثواب نسائية أخرى، بعضها أفغاني أو خليجي...

 

مقالات من موريتانيا

للكاتب نفسه