اللعب على التناقضات المصريّة

المهمة الأولى المُلقاة على عاتق المصريين الراغبين بنجاح ثورتهم المستمرة، هي اللعب على التناقضات الموجودة بقوة بين القاعدة الشعبية لجماعة "الاخوان المسلمين" وقيادتهم الانتهازية من جهة، وبين "الاخوان" والجيش من جهة أخرى. قد تكون هذه أبرز خلاصات التحليل الذي يقدمه الناشط المصري حسام الحملاوي، في مقاله على موقع "جدلية" (<a
2012-07-11

شارك

المهمة الأولى المُلقاة على عاتق المصريين الراغبين بنجاح ثورتهم المستمرة، هي اللعب على التناقضات الموجودة بقوة بين القاعدة الشعبية لجماعة "الاخوان المسلمين" وقيادتهم الانتهازية من جهة، وبين "الاخوان" والجيش من جهة أخرى. قد تكون هذه أبرز خلاصات التحليل الذي يقدمه الناشط المصري حسام الحملاوي، في مقاله على موقع "جدلية" (http://www.jadaliyya.com/pages/index/6247/morsi-scaf-and-the-revolutionary-left) فور تنصيب محمد مرسي رئيساً للبلاد. وبعدما يعترف الحملاوي، بما يشبه النقد الذاتي، بأنه كان من بين الذين توقعوا أن يقوم الجيش باللازم للإتيان بأحمد شفيق رئيساً بعد الجولة الانتخابية الرئاسية الثانية، يعود ليعرب عن عدم ثقته بنظريات المؤامرة التي يتمسك بها البعض، والتي تفيد بأن مرسي نُصِّبَ رئيساً بموجب اتفاق عقده تنظيمه مع العسكر. ويسترسل الحملاوي في تقدم الحجج التي تنفي فرضية "المؤامرة" بين تنظيم حسن البنا والجيش، ومن بينها أنّ عدداً كبيراً من قادة الأجهزة الامنية هم من خاضوا الحملة الرئاسية لأحمد شفيق في الكثير من المحافظات المصرية. هكذا يشير الكاتب إلى أن الجيش ليس بالقوة الشائعة عنه.
مقدمات ينتقل منها الحملاوي ليصل إلى السؤال الأهم في مقاله: ما العمل بالنسبة لليساريين والليبراليين؟ هل المطلوب إشهار العداء المطلق لـ"الاخوان" من خلال الوقوف على الحياد في الصراعات المتوقعة بين "الاخوان" والعسكر؟ أم أنه من الأفضل الانحياز للجيش بوجه "فاشية الاخوان وانتهازيتهم ورجعيتهم"؟ أو أخيراً، على العكس من ذلك، يجدر الالتصاق بـ"الاخوان" للتصدي للمحاولات الانقلابية العسكرية المتواصلة؟ في إجابته، يعكس الحملاوي موقف تنظيمه، أي "الاشتراكيين الثوريين"، باعتبار أن "الاخوان المسلمين ليسوا كتلة متجانسة"، إذ ينقسمون بين قيادة "انتهازية ورجعية" تفهم مصطلح النهضة على أنه ضرب للحقوق العمالية، وقاعدة شعبية تتعاطى مع ترجمة هذا المصطلح على أنه تحقيق للعدالة الاجتماعية الحقيقية.
ويرى الحملاوي أن "الاخوان" أوقعوا أنفسهم بالفخّ، وهو ما سيدفعون ثمنه، كونهم باتوا محاصَرين بنوعين من التحديات: تهديدات المجلس العسكري، وضغوط قاعدتهم الشعبية. وبما أن "مرسي لا يملك سلطة بوجه (المشير حسين) طنطاوي ومجلسه العسكري، فإنّ أي تسوية سيعقدها مع الجيش، ستكون مكلفة له ولتنظيمه من ناحية الشعبية والجماهيرية". بناءً على ذلك، يقترح الكاتب نوعين من الحلول: تلك القصيرة المدى، المتعلقة بالتكتيك، تحديداً بـ"فن" اللعب على تناقضات قيادة "الاخوان"/ جماهير "الاخوان"، وتناقضات "الاخوان"/ الجيش. إضافة إلى الحل الطويل المدى الذي يتمحور حول ضرورة اتباع استراتيجيا محددة لتقديم بديل من طرفي الاستقطاب، أي "الاخوان" والعسكر. والاهم هو امتلاك القدرة على التفاوض والتواصل، خصوصاً مع جماهير "الاخوان المسلمين".