احمرار خدّي الوكيل!

في 18 أيار/ مايو 2013 تنعقد جلسة إعادة محاكمة الناشط المصري حسن مصطفى. في الوقت نفسه، وأمام محكمة المنشية البحرية، سيتجمّع المتضامنون مع حسن في محاولة للضغط من أجل الإفراج عنه.بدأ اعتقال حسن منذ عهد مبارك، وتكرر مع الثورة ثم مع حكم الإخوان. تهمته الأخيرة، يلخّصها بجملة تقرير الطبيب الشرعي: «لقد تسبب في احمرار خدود وكيل النيابة أحمد درويش». فبتاريخ 22/ 1/ 2013، توجه حسن مع

في 18 أيار/ مايو 2013 تنعقد جلسة إعادة محاكمة الناشط المصري حسن مصطفى. في الوقت نفسه، وأمام محكمة المنشية البحرية، سيتجمّع المتضامنون مع حسن في محاولة للضغط من أجل الإفراج عنه.
بدأ اعتقال حسن منذ عهد مبارك، وتكرر مع الثورة ثم مع حكم الإخوان. تهمته الأخيرة، يلخّصها بجملة تقرير الطبيب الشرعي: «لقد تسبب في احمرار خدود وكيل النيابة أحمد درويش». فبتاريخ 22/ 1/ 2013، توجه حسن مع مجموعة من النشطاء الحقوقيين إلى مقر النيابة العامة في الإسكندرية للتضامن مع معتقلين تعسّفيا. أُلقي القبض على حسن وثلاثة آخرين. خرج الجميع باستثنائه إذ اتُهم بالتهجّم على وكيل النيابة.
من هو حسن مصطفى؟ هو من المساهمين في تفعيل قضية خالد سعيد، من خلال تنظيمه أولى الوقفات الاعتراضية ضد تصفيته. فأيقونة الثورة ذاك قُتل ضرباً على أيدي مخبرين من الشرطة المصرية في الشارع. كما كان حسن مشاركاً في حماية مستندات أمن الدولة المتعلقة بأسرار عهد مبارك، والحيلولة دون تدميرها أو تهريبها. حينها تعرض حسن لإطلاق النار عليه. وهو كان من أوائل المنظمين للحراك الثوري في الإسكندرية، وداعما دائما لمطالب العمال ومدافعا عن حقوق الإنسان. كما نظّم حراك الباعة المتجوّلين بمواجهة تهديدهم بإزالة بسطاتهم، فتحوّلوا إلى جمعيّة تعرف حقوقها وواجباتها...
التأجيل خلف التأجيل في البت بقضيته بينما هو معتقل يوحي بأن القضاء المصري يميّع. ليس حسن المستهدف الوحيد. هناك مسلك متكامل يُعمل عليه، ويراهن على أن ملاحقة الثوار بطريقة تعسفية وكيدية ستؤدي إلى إحباط في محيطهم. ليست بيروقراطية فحسب، ولا بلادة فحسب، ولا كثرة مشاغل. ان ما يعانيه حسن يندرج في منهج مفتَكر لتحطيم إرادة الأكثر عناداً من بين المتمردين (أو تحطيم رؤوسهم بالمعنى الحرفي كما جرى لخالد سعيد) وتيئيس رفاقهم.
حسن واحدٌ من كوادر كثيرة للثورة المصرية. دائم الحراك، ومؤثر، ما أزعج السلطات المصرية، قديمها وراهنها. في الليلة السابقة على اعتقاله، قام حسن بالتقدم بدعوى على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير أمن الإسكندرية ومأمور قسم العطارين، يتهمهم فيها بخطف مجموعة من المتظاهرين. فكوَّن ما يمكن أن يُعتبر ثأراً شخصيّاً من قبل هؤلاء ضده. وهذا مفهوم، و«اضعف الإيمان»، إذ تلاحق السلطات الناشطين بل حتى الإعلاميين و«تركب» لهم التهم ثم تخرج الرئاسة المصرية معلنةً أن ما يفعله القضاء هو «بطلب من المواطنين» وليس منها. أحمد دومة وأحمد ماهر وغيرهما كانت لهم حصّتهم من الاعتقال. قال عنهم الداعية صفوت حجازي، القريب من الإخوان، ان «أحمد دومة لن يرى الإسفلت مرة أخرى ليتعلم كيف يتكلّم عن أسياده». مع أنه لا إله إلا الله. أليس كذلك؟


وسوم: العدد 44

للكاتب نفسه

عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..

التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...

رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟

عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...