«تمرُّد».. بلا انشقاقات

حركة أو حملة «تمرُّد» هي باكورة الحملات المصرية المدنية الهادفة إلى إسقاط الرئيس محمد مرسي ونظام جماعته. ولأنها حالة شعبية غير حزبية، فهي لا تزال ضائعة بين أن تكون حركة أو حملة. «تمرُّد» تخلف عدداً كبيراً من المحاولات السابقة التي كانت ميادين المدن المصرية مسارح لها منذ وصول مرسي إلى الحكم. جميعها لم تراعِ المحظور: محظور انعدام الرؤية العامة لكيفية إسقاط النظام،
2013-05-22

شارك

حركة أو حملة «تمرُّد» هي باكورة الحملات المصرية المدنية الهادفة إلى إسقاط الرئيس محمد مرسي ونظام جماعته. ولأنها حالة شعبية غير حزبية، فهي لا تزال ضائعة بين أن تكون حركة أو حملة. «تمرُّد» تخلف عدداً كبيراً من المحاولات السابقة التي كانت ميادين المدن المصرية مسارح لها منذ وصول مرسي إلى الحكم. جميعها لم تراعِ المحظور: محظور انعدام الرؤية العامة لكيفية إسقاط النظام، محظور عدم تفهُّم تعب الناس وفقرهم وانعدام ثقتهم برموز المعارضات، وعدم استعدادهم للمبيت إلى الأبد في الميادين. محظور العجز عن ترجمة الاعتراض على نهج «الإخوان» في برنامج سياسي ــ اقتصادي متكامل. محظور الاتكال على «القيادات التقليدية» وعدم إفراز وجوه جديدة غير «محروقة» شعبياً وإعلامياً بفعل إرث الماضي أو براعة النظام وماكينته في تشويه صورة وسمعة كل مَن مِن شأنه تمثيل الحالة الاعتراضية جدياً.
بداية «تمرُّد»، التي تضمّ وجوهاً شبابية فنية سياسية وإعلامية، وناشطين سطع نجمهم منذ ثورة 25 يناير، تبدو حتى اللحظة مصدر أمل لأنصار «سحب الثقة من محمد مرسي العياط وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة»، وهو الهدف المعلَن للحملة. تمكن ناشطوها من جمع 3 ملايين توقيع لصالح هذا الهدف، بانتظار الوصول إلى رقم 15 مليونا. أول ما يلفت هو أنّ القيمين على الحملة قد تنبهوا لأخطاء الحملات الكثيرة السابقة. هكذا، لا يبدو أن هناك مكان كبير للعجلة في عمل «تمرُّد»، ولا لإطلاق الوعود «الكبيرة» من نوع أنّ مرسي ونظامه سيسقطان غداً، ولا حثّ للمبيت في اعتصام مفتوح بلا حدود في الميادين العامة، ولا حصر لنشاط الحملة في القاهرة والاسكندرية وحدهما، ولا اكتفاء بالتظاهر أو اقتصار النشاط على المجال الافتراضي والنضال الفايسبوكي. ثاني ما يلفت هو الحرب القوية التي تعرضت لها «تمرُّد»، ولا تزال، من مراكز الحفاظ على الستاتيكو: أوساط في الأزهر، والأحزاب الإسلامية، وماكينة النظام طبعاً. رفع عدد من علماء الازهر سلاح التكفير مبكراً بوجه الحملة، على اعتبار أنها تعبّر عن «خروج على الحاكم». في المقابل، سارع عقل النظام إلى اللجوء للعبة التي يجيدها: التهديد الضمني بالاقتتال الأهلي، مع إطلاقه حملة موازية لـ«تمرُّد» أسمتها عبقريته المفقودة «تجرُّد»، وهدفها تأييد مرسي وحماية نظامه. ثمّ وبالتوازي، تدشين محاولات اختراق الحملة، من خلال الإعلان عن استعداد الحزب الحاكم لمحاورة الحملة وناشطوها.
أمّا أحدث إشارات سير الحملة على خط التوفق حتى اللحظة، فتجسدت بتهديد جماعة المرشح الرئاسي أحمد شفيق، رمز النظام السابق، والمشاركين في الحملة، بـ «التمرُّد على تمرُّد» في حال كان الموقف العام لها سلبياً إزاء شفيق. تهديد دفع القيمين على «تمرُّد» للتشديد أنهم، رغم تمسكهم برفض الفرقة، فإن همهم الأشد يتركز على تحقيق جميع أهداف الثورة، ودفن النظام السابق بجميع رموزه.
«تمرُّد» نقطة مضيئة جديدة في سماء مصر، تثبت أن المرء قادر على أن يكون في آن واحد، ضدّ حكم الإسلاميين وضد الاستبداد العلماني وضدّ حكم العسكر. كل الأمل أن تنجو «تمرُّد» من الانشقاقات المبكرة.

للكاتب نفسه

«شجرة فوبيا»

أرنست خوري 2013-11-27

قام تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) يوم الجمعة الماضية (22 تشرين الثاني/نوفمبر) بقطع «شجرة الكرسي»، وهي شجرة بلّوط تقع قرب بلدة أطمة السورية، يزيد عمرها عن 160 عاماً،...

ليبيا وضحكة القذّافي

أرنست خوري 2013-11-13

لم يعد لرئيس الحكومة الليبية علي زيدان ما يجرّبه في محاولة إحكام قبضة سلطةٍ مركزيةٍ ما على جزء من أراضي البلاد، إلا التلويح بورقتين انتحاريتين خارجتين عن نطاق الصلاحيات النظرية...

هكذا تكلّم "الصندوق"

أرنست خوري 2013-10-30

أخيراً، خرجت البشارة من بيانات صندوق النقد الدولي: أعلى معدلات نمو اقتصادي في أفريقيا (وربما في العالم) للعام 2013، سجّلتهما ليبيا (16.7 في المئة) ودولة جنوب السودان (69.6 في المئة!)....