خلاصات صحافية عربية

بحسب طريقة مطالعة الجدول الذي يشتمل على 179 دولة، يطول البحث أو يقصر، قبل الوقوع على اسم أول دولة عربية في التصنيف السنوي لحرية الصحافة الذي تعدّه منظمة «مراسلون بلا حدود». إن بدأ القارئ بحثه من أعلى الترتيب (أي من الدول التي احتلّت أفضل المراتب)، فسيضطرّ إلى قراءة أسماء 66 دولة قبل الوقوع على موريتانيا التي حافظت على موقعها في المرتبة 67. نقطة الضوء سرعان ما تختفي قبل أن تظهر
2013-05-08

شارك

بحسب طريقة مطالعة الجدول الذي يشتمل على 179 دولة، يطول البحث أو يقصر، قبل الوقوع على اسم أول دولة عربية في التصنيف السنوي لحرية الصحافة الذي تعدّه منظمة «مراسلون بلا حدود». إن بدأ القارئ بحثه من أعلى الترتيب (أي من الدول التي احتلّت أفضل المراتب)، فسيضطرّ إلى قراءة أسماء 66 دولة قبل الوقوع على موريتانيا التي حافظت على موقعها في المرتبة 67. نقطة الضوء سرعان ما تختفي قبل أن تظهر مجدّداً مع الكويت التي حسّنت مرتبتها درجةً واحدة، لترتقي إلى الرقم 77. أما الظلمة، فتحلّ جدياً بعد ذلك، بما أنّ كل الدول العربية الأخرى لن تظهر مجدداً إلا بعد المرتبة المئة، لتذكّرنا سوريا بالكارثة الدائمة المتجسّدة باستمرار احتلالها المرتبة 176، مباشرةً قبل «الثلاثي الجهنّمي»، أي كوريا الشمالية وإريتريا وتركمانستان.
بناءً على تقرير «مراسلون بلا حدود» الصادر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 أيار/مايو)، والمبني على مؤشر من 3395 نقطة لقياس تلك الحرية، أمكن لقارئ التقرير الخروج بعدد من الملاحظات المتصلة بمنطقتنا العربية: لقد صحّت التقديرات التي كانت تحذر، مع انطلاق الانتفاضات العربية، من أنّ مجرد تغيير الأنظمة لن يكون كفيلاً بإحلال «الجنة على الأرض» حتى على مستوى حرية العمل الصحافي، على اعتبار أنّ المرحلة الأصعب ستكون تلك التي تلي تغيير الأنظمة. وما حالة مصر التي تحتل اليوم المرتبة 158، مسجِّلةً تراجعاً كبيراً عن وضعيتها في 2010 (حين كانت في الموقع 127)، إلا دليل على ذلك. هكذا، يتبيّن أن العدد الكبير لوسائل الإعلام الوليدة بعد الثورة، لم ينعكس تحسُّناً في حرية الصحافة في ظل حكم الإسلاميين. حتى دولة كتونس، المعروفة أيام زين العابدين بن علي بكونها من أسوأ الدول لناحية ظروف عمل الصحافيين وتهديدهم ورشوتهم ونفيهم، فإنها رغم تسجيلها في العام 2011 قفزةً سريعة في ترتيب صحافتها، إلا أنها عادت في العام التالي ونصف العام الجاري، لتسجّل تراجعاً في حرية سلطتها الرابعة. بهذه الطريقة، انتقلت تونس من المرتبة 164 في 2010/2011، إلى الـمرتبة 168 في 2013، بتراجُع 4 مراكز عن العام الماضي. غير أن دولة أخرى من دول الانتفاضات العربية، ليبيا، خالفت النموذج المصري، فتحسّن ترتيبها في 2013، وأصبحت في المرتبة 131، متقدمة بـ 29 مركزاً مقارنة مع وضعيتها في 2010.
يبقى تصنيف سوريا، الذي يمكن إطلاق عنوان «يا جبل ما يهزّك ريح» عليه. فهذه الدولة كانت في 2010، أي قبل الانتفاضة، تحتل المركز 173 على الترتيب العالمي. وفي 2013، في عزّ المجزرة، تراجعت 3 مراتب فقط، رغم أنها منذ عامين «أكبر مقبرة للصحافيين» وفق المنظمة المذكورة. خلاصة جديدة يمكن استنتاجها من خلال التقرير، جوهرها أنّ لقتل الصحافيين خلال الحروب، أو سجنهم وقمعهم في أحوال السلم، المفاعيل نفسها تقريباً على مؤشر حرية عملهم.
            
 

للكاتب نفسه

«شجرة فوبيا»

أرنست خوري 2013-11-27

قام تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) يوم الجمعة الماضية (22 تشرين الثاني/نوفمبر) بقطع «شجرة الكرسي»، وهي شجرة بلّوط تقع قرب بلدة أطمة السورية، يزيد عمرها عن 160 عاماً،...

ليبيا وضحكة القذّافي

أرنست خوري 2013-11-13

لم يعد لرئيس الحكومة الليبية علي زيدان ما يجرّبه في محاولة إحكام قبضة سلطةٍ مركزيةٍ ما على جزء من أراضي البلاد، إلا التلويح بورقتين انتحاريتين خارجتين عن نطاق الصلاحيات النظرية...

هكذا تكلّم "الصندوق"

أرنست خوري 2013-10-30

أخيراً، خرجت البشارة من بيانات صندوق النقد الدولي: أعلى معدلات نمو اقتصادي في أفريقيا (وربما في العالم) للعام 2013، سجّلتهما ليبيا (16.7 في المئة) ودولة جنوب السودان (69.6 في المئة!)....