رمضان الأردن: طقس يبرز التنوع

يتساوى إعلان رمضان عند الأردنيين وإعلان الحرب، تسيطر العصبية على حركتهم قبل ايام من ثبوت هلاله، لا يثقون بالرسائل التطمينية التي تبثها الدولة حول جاهزيتها لاستقبال الشهر. مع ثبوته يتهافتون على الشراء وتكديس المواد الغذائية، كلا حسب قدرته الشرائية، حتى يشح وجود سلع وترتفع أسعار أخرى جنونيا. تزدان البيوت والطرقات والمساجد خلال الشهر بالفوانيس والقناديل والاَهِلَّة مختلفة الألوان
2012-08-10

محمد الفضيلات

صحافي من الاردن


شارك
زحمة على الخبز في الأردن

يتساوى إعلان رمضان عند الأردنيين وإعلان الحرب، تسيطر العصبية على حركتهم قبل ايام من ثبوت هلاله، لا يثقون بالرسائل التطمينية التي تبثها الدولة حول جاهزيتها لاستقبال الشهر.
مع ثبوته يتهافتون على الشراء وتكديس المواد الغذائية، كلا حسب قدرته الشرائية، حتى يشح وجود سلع وترتفع أسعار أخرى جنونيا.
تزدان البيوت والطرقات والمساجد خلال الشهر بالفوانيس والقناديل والاَهِلَّة مختلفة الألوان والأشكال والأحجام، دون أن تميز بين غني أو فقير، بين مدينة او قرية.
"فطورك عندي"، العبارة الأكثر تكرارا على ألسنة الأردنيين خلال الشهر، لتعكس التغير الكبير في نمط الحياة الاجتماعية حيث يتسابقون على تبادل الدعوات لتناول الإفطار بين الاسر المتقاربة والأصدقاء والجيران، في طقس يتشبثون به رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشونها.
لا يجد الأردني حرجاً في تحمل أعباء أضافية أو الاقتراض من أجل إعداد موائد الإفطار في شهر يرتفع فيه منسوب التكافل الاجتماعي وصلة الأرحام، ويجد فيه المتخاصمون فرصة للصلح.
في بداية الشهر، يظهر الحرص على أداء الصلاة فتزدحم المساجد، خاصة في صلاة الجمعة والتراويح، قبل أن يبدأ العدد بالتراجع نسبيا مع تقدم الشهر.
رغم انتشار الخيم الرمضانية والمطاعم والفنادق المتخصصة في تقديم وجبات الإفطار، تحرص الغالبية العظمى من الأردنيين، خاصة من أصحاب الدخل المحدود، على تناول الإفطار في المنازل ، فيما يفضل الأثرياء الإفطار في الخيم الرمضانية والتي تتبعها سهرات تمتد إلى السحور.
يعتبر المنسف باللحم البلدي القاسم المشترك الأكبر بين الاردنيين على اختلاف أصولهم ومنابتهم، حيث يحتل مرتبة الصدارة على الموائد كرمز للجود والكرم، خاصة لدى الشرق اردنيين. ولأن المنسف، الأكلة التقليدية، يقضي على التفاصيل التي يفضلها الصائمون على موائدهم، يهجره الأردنيون من أصول فلسطينية سريعا لصالح أطباق متنوعة، فتبدو موائدهم أشبه بقطع فسيفساء متعددة الأشكال والألوان، فتشمل الشوربات، وسلطات التبولة والفتوش، والحمص، فيما تتعدد الأطباق الرئيسية بين المسخن والقدرة الخليلية والمفتول والملوخية التي تعتبر رمزاً لتمييز الفلسطينيين في الأردن. ويتناول الاردنيون افطارهم بجميع محتوياته من مقبلات وأطباق رئيسية وحلويات دفعة واحدة، دون أن يتركوا فترات زمنية بينها.
أما المسحر، فطقس رمضاني افتقده الأردنيون منذ سنوات بفعل تطور وسائل التنبيه التكنولوجية حتى شارف على الانقراض، نادرا ما يسمع صوته وهو يجوب الطرق ليوقظ الناس على ايقاع الطبل للتناول السحور. التكافل الاجتماعي في رمضان يظهر كفعل فردي ومؤسسي ورسمي، حيث تنتشر موائد الرحمن التي تقيمها جمعيات الإغاثة التابعة للدولة، كما تظهر الموائد التي تقيمها الشركات التجارية الكبرى، فيما يعكف الأفراد على تقديم المساعدة للفقراء في محيط سكناهم، كما يشهد توزيع الصدقات تزايدا ملحوظا، ويتزايد انتشار الشحاذين في الطرقات مستغلين مشاعر الناس خلال الشهر الفضيل.
تتحول الطرقات في الساعة التي تلي الإفطار إلى ما يشبه المهرجان، يتسابق الأطفال خلالها على الشراء الذي حُرموا منه طوال ساعات الصيام الطويلة، وتنطلق الألعاب النارية احتفالا بانتهاء يوم من أيامه، أو تحية له ربما، و تشهد الأسواق ازدحاماً من العائلات التي تقبل على شراء الملابس استعدادا لعيد الفطر.

مقالات من الأردن

ما تبقّى من «الكرامة»

2018-04-26

في هذا المقال استعادة لمعركة «الكرامة»، ومحاولةٍ التورّط في البنيان السياسيّ الذي أنتجته بالنسبة لفلسطين والأردن، وموقعها من الوعي الصهيوني العام، فضلًا عن تتبّع ظلّها الرسمي وما تبقّى منها اليوم..

للكاتب نفسه

استخدامات متعددة للمساجد في الأردن

يوجد في الأردن 5954 مسجداً ، منها 216 مسجداً تحت الإنشاء. الأرقام كشفت عنها وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية في إحصائيات خاصة بنهاية عام 2013.ويحتل المسجد لدى الأردنيين، الذين...