طُرُق النقب

تُحرم القرى الفلسطينيّة في صحراء النقب من مجمل الخدمات الحيوية الأساسية. تَمنع إسرائيل مدّ القرى بالماء والكهرباء والصرف الصحي، تمنع إقامة المدارس أو العيادات الطبيّة. علاوة على هذا كلّه، فإن واحدةً من أدوات الضغط التي تمارسها إسرائيل لابتزاز فلسطينيي النقب ودفعهم للتنازل عن أرضهم، هي منع إقامة البنى التحتيّة – وأهمّها الطرق المعبّدة.

عدم فتح الطرق المعبّدة، بل وهدم الطُرق حين يقوم الأهالي بفتحها (كما حدث في قرية الزرنوق مثلاً، وغيرها الكثير)، يعيق إلى حدٍ بعيد قدرة الناس على الوصول الى قراهم. أعاق ويعيق، في حال وقوع الحوادث، وصول طواقم الانقاذ والاسعاف والاطفاء إلى هذه القرى التي يسكنها عشرات الآلاف. يُحرَم الناس، ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصّة وكبار السن ومن يعانون من أمراضٍ مزمنة، من إمكانيّة الوصول السريع لتلقّي العلاج، وهو ما أودى بحياة العشرات.

إضافةً إلى هذا كلّه، تجرّ هذه السياسة انعداماً تاماً للمواصلات. وهو ما يحول دون قدرة الناس على الحركة، للعمل والتعلّم، إلا بالسيّارات الخاصّة. أما الخطورة الأكبر في هذا فتظهر في حاجة الأطفال للسير كيلومترات طويلة للوصول إلى مدارسهم أو إلى محطّات المواصلات القريبة من قراهم، وهو ما تترتّب عليه أخطار مميتة.

تصوير: ياسمين زيدان


04 كانون الثاني / يناير 2019

المزيد من بألف كلمة

وليد دقة الذي عاش ومات حرّاً

2024-04-11

عاش وليد دقّة غصباً عن القيد، غصباً عن السجان، غصباً عن الزنزانة، غصباً عن دولة الاحتلال بأكملها، غصباً عن العالم المختلّ بأسره، غصباً عن المرض أيضاً، غصباً عن العمر المنهوب...